في إطار مشاركته في المنتدى الدولي حول مستقبل منطقة البحر الأبيض المتوسط، المنظم من طرف الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، أجرى رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، يوم الخميس 3 أبريل 2025، بمدينة غرناطة الإسبانية، سلسلة من اللقاءات الثنائية الهامة مع كل من رئيسة مجلس النواب الإسباني، فرنسينا أرمنغول، والمفوضة الأوروبية لشؤون البحر الأبيض المتوسط، دوبرافكا سويكا، تمحورت حول آفاق تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني المشترك.
وخلال لقائه مع نظيرته الإسبانية، أشاد الجانبان بمستوى العلاقات المغربية الإسبانية التي تعيش دينامية متميزة، وأكدا على أهمية توطيد الحوار المؤسسي بين البرلمانين وتكثيف التشاور السياسي والتنسيق البرلماني حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما تم التوافق على تنظيم الدورة المقبلة للمنتدى البرلماني المغربي الإسباني في أقرب الآجال، لما يمثله هذا الإطار من فضاء دائم لتبادل الرؤى والتجارب بشأن تحديات مشتركة مثل التغيرات المناخية، وقضايا الهجرة، والبنيات التحتية، واستحقاقات تنظيم كأس العالم 2030.
وفي لقاء منفصل مع المفوضة الأوروبية دوبرافكا سويكا، شدد الطالبي العلمي على متانة العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مبرزًا خصوصية التعاون القائم في ما يتعلق بتدبير ملفات الهجرة والتنمية المستدامة، حيث اعتبرت سويكا أن الشراكة مع المملكة تمثل نموذجًا يحتذى به في الفضاء الأورو-متوسطي، خاصة من حيث توازن الأبعاد الإنسانية والتنموية في مقاربة هذه القضايا.
وتأتي هذه اللقاءات في سياق أشغال المنتدى البرلماني الدولي المنعقد بين 2 و4 أبريل في مدينة غرناطة، بمشاركة رؤساء ونواب رؤساء برلمانات الدول الأعضاء في الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، حيث خصصت النقاشات لبحث ملفات حيوية مثل التغير المناخي، وتشغيل الشباب، وتعزيز المساواة بين الجنسين في المنطقة.
وفي كلمة ألقاها خلال المنتدى، أكد الطالبي العلمي على أن انعقاد هذا اللقاء بعد ثلاثين سنة على انطلاق مسلسل برشلونة، الذي مثل انطلاقة الشراكة الأورو-متوسطية، يتيح فرصة تاريخية لإعادة قراءة الحصيلة الجماعية لهذه الشراكة، والبحث في سبل تطويرها لتواكب التحديات الجديدة التي تواجهها شعوب المنطقة، في ظل أزمات جيوسياسية وتغيرات مناخية عميقة.
كما أشار رئيس مجلس النواب المغربي إلى أن استمرار النزاعات، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، يظل أحد أكبر العوائق أمام بناء فضاء أورو-متوسطي مستقر وآمن ومزدهر.
ودعا في هذا السياق إلى العمل البرلماني الموحد من أجل الدفع بتسوية عادلة وشاملة تُمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه الكاملة، وتجسد حل الدولتين باعتباره الأفق السياسي الواقعي والمقبول دولياً.
وخلص الطالبي العلمي إلى التأكيد على أن المغرب، من خلال برلمانه، سيظل ملتزمًا بتقوية المسارات التشاركية الأورومتوسطية، وعلى استعداد تام لتعزيز دوره في الترافع من أجل قضايا التنمية والسلام، وخاصة على مستوى تقليص الفجوات بين شمال وجنوب المتوسط، والانتصار لقيم التعايش، والعدالة، والتضامن.
