نظمت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، بالرباط، السبت 12 أبريل 2025، ندوة هامة حول ممارسة مهنة الصحافة، تناولت ثلاثة محاور رئيسية تشكل العمود الفقري للعمل الصحفي المهني والمسؤول: الإطار القانوني للمهنة، الأخلاقيات المهنية، والتنظيم الذاتي.
وقد أكد المشاركون في الندوة على أهمية التكامل بين هذه المحاور الثلاثة لضمان ممارسة صحفية تتسم بالمهنية والمسؤولية، فالتشريع وحده لا يكفي دون التزام أخلاقي من الصحفيين والناشرين، كما أن الأخلاقيات بحاجة إلى آليات تنظيمية تضمن تطبيقها على أرض الواقع.
وفيما يتعلق بالمحور الأول، ناقشت الندوة الإطار القانوني الذي ينظم عمل الصحفيين ويضمن حقوقهم، خاصة الحق في الوصول إلى المعلومة ومساءلة المسؤولين العموميين والخواص. وشدد المتدخلون على ضرورة تطوير التشريعات بما يتلاءم مع المتغيرات التي يشهدها المشهد الإعلامي.
أما المحور الثاني فقد تناول أخلاقيات المهنة باعتبارها رقابة ذاتية نابعة من الضمير الشخصي للصحفي والضمير الجماعي للجسم المهني.
وأبرز المشاركون أن الالتزام بالأخلاقيات لا يتم بمجرد النص عليها في التشريعات أو المواثيق، بل هو التزام إرادي وطوعي يرافق الصحفي والناشر في عملهما اليومي.
وخصص المحور الثالث للتنظيم الذاتي للمهنة، حيث ناقش المشاركون آليات ضبط النزاعات بين الصحف والمواطنين، وبين الصحف نفسها، إضافة إلى إصدار الوثائق المتعلقة بقضايا مهنية مثل السرقة الصحفية.
وتم التأكيد على أن التنظيم الذاتي هو مكمل للتشريع والأخلاقيات، ويساهم في تعزيز مصداقية المهنة وثقة الجمهور بها.
وأكد المشاركون خلال الندوة التي نظمتها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، على ضرورة تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف المعنية بالعمل الصحفي، وتكثيف الجهود لتطوير منظومة متكاملة تجمع بين التشريع والتخليق والتنظيم، بما يضمن ممارسة صحفية حرة ومسؤولة تسهم في خدمة المجتمع وتطويره.
ويشارك في هذه الندوة نخبة من الخبراء والمختصين في المجال الإعلامي، محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد أوجار، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار محمد أشماعو، الحقوقي والمحامي، حيث قدموا تحليلات معمقة للأزمة التي تعيشها الصحافة المغربية وطرحوا رؤى استشرافية لمستقبل المهنة.