استجاب شاب مغربي لنداء استغاثة عاجل أُطلق لإنقاذ حياة الفنان المغربي محمد الشوبي، الذي يرقد في المستشفى العسكري بالعاصمة الرباط، حيث تطوع بمنح جزء من كبده أملاً في منحه فرصة جديدة للحياة.
وقد حرك النداء الذي أطلقه فنانون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مشاعر المغاربة على نطاق واسع، ليتحول إلى حملة تضامن إنسانية كشفت عن المكانة الكبيرة التي يحتلها الشوبي في قلوب جمهوره. ورغم أن العملية لم تُجرَ بسبب تعقيدات طبية وقانونية حالت دون إتمامها، فإن مبادرة الشاب المتبرع ستظل شاهدة على عظمة هذا الفعل النبيل، بحسب ما عبّر عنه الفنان محمد خويي، الذي وصفها بأنها “تعبير صادق عن روح العطاء التي لا تنضب في هذا البلد”.
وكان الفنان محمد الشوبي قد خضع قبل أشهر لتدخل جراحي على مستوى الكبد، وأكد في تصريحات صحفية أنه أثر على تنفسه كما أصابه بفقدان الشهية. وظلّ يعاني من مضاعفات المرض الذي جعل الجميع يدعو له بالشفاء واستعادة عافيته وتألقه أمام الكاميرا وفوق الخشبة، وحتى في منصات التواصل الاجتماعي التي ينشط فيها معبّرا عن آرائه في العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والفنية.
النداء الذي اكتسح منصات التواصل الاجتماعي وتقاسمه عدد كبير من نجوم الفن، سواء كنص مكتوب أو مقاطع فيديو، لم يمر مرور الكرام، بل تجاوب معه مغاربة بشكل كبير، عبر إعادة النشر أو حتى اقتراح التبرع للفنان الشوبي.
وكرمت وزارة الثقافة خلال الدورة 24 للمهرجان الوطني للفيلم في مدينة طنجة (شمال) الشوبي نظير العطاء الفني الذي قدمه طيلة مشواره، وإسهاماته الكبرى في عوالم السينما والمسرح والتلفزيون.
الجدير بالذكر أن الشوبي من مواليد مدينة مراكش عام 1963، وهو من الممثلين المغاربة الذين لهم حضور وازن في المشهد الفني المحلي. تخرج من المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بالرباط، وتخصص في بدايته في المسرح وله 19 مسرحية. أما سينمائيا وتلفزيونيا فلديه 27 عملا بين مسلسل وفيلم، كما أنه يمارس الكتابة وله إصدارات في هذا الباب.