في لحظة من لحظات الوفاء للذاكرة، يصدر السياسي والمفكر الدكتور فتح الله ولعلو مذكراته المنتظرة، في جزئين كبيرين، بصور نادرة تلتقط ظلال الأحداث وملامحها كما لم تُروَ من قبل.
وستُعرض هذه المذكرات، الصادرة عن “المركز الثقافي للكتاب” ببيروت، خلال الدورة الجديدة للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، ابتداءً من يوم الجمعة 18 أبريل 2025.
وفي مقدمة المذكرات، أكد الدكتور ولعلو أن هدفه لم يكن تقديم سرد شخصي لمسار حياته، بقدر ما سعى إلى إبراز السياق التاريخي والجغرافي الذي تشكل فيه “زمن مغربي” محدد، انطلاقًا من فهم جدلي لعلاقة الأفراد بمسار التاريخ وتحولاته الجغرافية.
و قد رافق ولعلو في هذه الرحلة الفكرية والسياسية، لحسن العسبي، الكاتب والصحافي المقتدر، محررًا ومنسقا على مدى أكثر من ثماني سنوات، بلغة جمعت بين المنطوق والمكتوب، بين الذكريات الحية والتأملات العميقة، في لقاءات أسبوعية ثابتة، و145 شريط تسجيل وثّقت ذاكرة رجل ودينامية مرحلة بأكملها.
وقد أعلن الكاتب والصحافي لحسن العسبي، عبر تدوينة مطوّلة، عن هذا الحدث الثقافي البارز، معربًا عن سعادته بإتمام هذا المشروع الذي امتد لأكثر من ثماني سنوات من العمل المتواصل، تخللتها لقاءات أسبوعية جمعت بينه وبين فتح الله ولعلو منذ ربيع 2013 حتى خريف 2022.
وأوضح العسبي أن فكرة هذه المذكرات انطلقت لأول مرة من شقة الراحل عبد الرحمن اليوسفي بالدار البيضاء، في لحظة لها رمزية خاصة في ذاكرة النضال السياسي المغربي.
وأشار ولعلو إلى أن هذه المذكرات لم تكن مجرد توثيق، بل أيضًا تقييم سياسي جريء لمراحل مفصلية من تاريخ المغرب الحديث، بما في ذلك تجربة حكومة التناوب التي كان أحد أركانها، مبرزا أن المذكرات كُتبت بخلفية “بيداغوجية قيمية رفيعة”، وتضم شهادات ومعلومات تنشر لأول مرة، مما سيجعل منها مرجعًا غنيًا في فهم تحولات المغرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن المتوقع أن تلقى هذه المذكرات اهتمامًا واسعًا من قبل القرّاء والباحثين، لما تحمله من عمق تحليلي وشهادات مباشرة عن محطات مفصلية في تاريخ المغرب، برؤية أحد أبرز رجالات الدولة والفكر خلال العقود الأخيرة.
