شهدت فعاليات الدورة الثالثة من معرض “جيتكس أفريقيا” بمراكش توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، والخطوط الملكية المغربية، ووكالة التنمية الرقمية.
تهدف هذه الشراكة حسب بلاغ صحفي، إلى الارتقاء بالمغرب إلى مركز إقليمي رائد في مجال تكنولوجيا السفر (Travel Tech) في القارة الأفريقية، وذلك من خلال دعم وتطوير المقاولات الناشئة المتخصصة في قطاعي السفر والنقل الجوي.
وتأتي هذه المبادرة في إطار التوجيهات الملكية السامية وتنفيذاً لإستراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، التي تركز على تسريع وتيرة الابتكار في قطاع السفر والنقل الجوي، وجعل المغرب قطباً متميزاً في هذا المجال على مستوى القارة.
تستند الاتفاقية على ثلاثة محاور رئيسية تهدف إلى دعم التحول الرقمي في قطاع الطيران. المحور الأول يركز على الترويج المشترك لـ “جيتكس أفريقيا“، مع اعتبار الخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي للتظاهرة، مما يساهم في جذب المزيد من المشاركين والشركات الناشئة الأفريقية من خلال توفير أسعار تنافسية ومغرية. أما المحور الثاني، فيهدف إلى تنمية منظومة تكنولوجيا السفر المغربية، من خلال تحديد ومواكبة وترويج المقاولات الناشئة المتخصصة في السفر والنقل الجوي. سيتم تحقيق ذلك من خلال مبادرات مثل برنامج الابتكار الرقمي المفتوح “RAM Digital Open Innovation”، وتنظيم قوافل جهوية، وبرامج تكوينية، وإطلاق علامة وطنية للابتكار تحت اسم “Travel Tech Innovator”.
المحور الثالث من الاتفاقية يركز على تبادل المعارف والابتكار المشترك، من خلال تنظيم مبادرات للتكوين وتبادل الخبرات وتطوير حلول مبتكرة تعزز التعاون بين القطاعين العام والخاص والشركات الناشئة. علاوة على ذلك، تتضمن الاتفاقية تدابير لتسريع وتيرة الرقمنة لدى الفاعلين الخواص في قطاع السفر، من خلال إتاحة الوصول إلى المنصتين الرقميتين “المقاولة الرقمية” و”الأكاديمية الرقمية”، وتنظيم ورشات عمل للتوعية بأهمية تعزيز الكفاءات الرقمية.
وفي هذا السياق، صرحت أمال الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بأن “هذا التعاون الاستراتيجي يعكس رؤيتنا المشتركة بضرورة اعتماد الرقمنة كمسرع حقيقي وواعد لتنمية وازدهار الاقتصاد المغربي ورافعة أساسية لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين”. وأضافت: “بتضافر جهودنا، سنؤكد طموحنا المشترك الرامي إلى النهوض بالمغرب كرائد جهوي بمجال تكنولوجيا السفر”.
من جانبه، أكد حميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، التزام الشركة الراسخ بالعمل من أجل الابتكار والانتقال الرقمي في قطاع النقل الجوي، مشيراً إلى عزم الشركة على “مواصلة مساعدة المقاولات الناشئة المغربية والإفريقية المتخصصة بصناعة الأسفار والرقمنة، والوقوف بجانبها تماشيا مع طموحات التنمية السياحية للمملكة واستعدادا للتظاهرات الرياضية التي يستعد المغرب لاحتضانها”.
بدوره، أعرب السيد محمد الإدريسي الملياني، المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، عن فخر الوكالة بمواكبة هذه المبادرة الرائدة التي تجمع بين الابتكار وإحداث المقاولات والانفتاح على العالم، مؤكداً على أن “هذه الشراكة تجسد طموحنا المشترك، والذي نصبو من خلاله إلى الارتقاء بالمغرب كقطب تكنولوجي وازن ومرجعي بالقارة الإفريقية، والتنقيب عن المواهب، واستكشاف الأفكار والفرص المتاحة في هذا المجال”.
بهذه الشراكة الاستراتيجية، يرسخ المغرب مكانته كفاعل رئيسي في مجال تكنولوجيا السفر في أفريقيا، ويفتح آفاقاً واعدة أمام الشركات الناشئة والفاعلين في قطاع السفر بالمغرب والقارة على حد سواء.
