كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن إيران تورطت خلال السنوات الماضية في تدريب مقاتلين من جماعات مسلحة مختلفة لتعزيز نفوذها الإقليمي، من بينها عناصر من جبهة البوليساريو التي تتخذ من الجزائر مقراً لها، وفق ما نقله التقرير عن مسؤولين سوريين وأوروبيين.
وأكدت الصحيفة، في تقرير حديث لها، أن بعض مقاتلي البوليساريو باتوا محتجزين اليوم لدى قوات الأمن السورية الجديدة، التي تعمل تحت إشراف النظام الحاكم حالياً بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وأوضح التقرير أن إيران فقدت السيطرة على شبكتها الواسعة من الجماعات المسلحة والميليشيات التي كانت تديرها في سوريا، عقب التغيرات العميقة التي طرأت على المشهد الأمني والسياسي في البلاد، حيث يعمل النظام السوري الجديد على تفكيك قنوات تهريب الأسلحة والأموال التي كانت تمر عبر أراضيه لصالح طهران.
وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى أن الجسر البري الذي كانت تستخدمه إيران لنقل الدعم اللوجستي لحلفائها الإقليميين، مثل حزب الله، أصبح هدفًا مباشراً للسلطات السورية الجديدة.
هذا الجسر كان يتكون من شبكة طرق تمر عبر الأراضي السورية واللبنانية، وكانت تستخدم لنقل الأسلحة والموارد إلى الميليشيات الموالية لإيران في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
كما أبرزت الصحيفة أن النظام السوري الجديد يسعى لإغلاق هذه الشبكات بشكل كامل، لا سيما تلك التي كانت تعبر الحدود اللبنانية السورية، والتي استُخدمت طيلة السنوات الماضية في تمويل الحرب الأهلية ودعم نظام الأسد السابق.
وفي سياق متصل، قالت الصحيفة إن مجموعات مسلحة موالية لحزب الله تسعى للحفاظ على مسارات التهريب بالتنسيق مع عشائر محلية تنشط على الحدود اللبنانية السورية، وهو ما تسبب في مواجهات دموية مع القوات السورية، كان أبرزها في بلدة “حوش السيد علي”، حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل ثلاثة جنود سوريين ودفع الجيش إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.
ولفتت واشنطن بوست إلى أن إيران، بعد تضييق الخناق على شبكاتها العسكرية والمالية، بدأت باللجوء إلى وسائل غير تقليدية للحفاظ على نفوذها في سوريا، مشيرة إلى تحذيرات أطلقها مسؤولون أوروبيون بشأن محاولات إيرانية للتقارب مع جماعات سنية متطرفة، من بينها فصائل مرتبطة بتنظيم “داعش”، بهدف زعزعة استقرار الحكومة الجديدة في دمشق وإبقاء البلاد في حالة من الفوضى الأمنية المستمرة.