أطلق حزب فوكس الإسباني حملة جديدة تستهدف برنامجاً تعليمياً موجهاً لأبناء الجالية المغربية، داعياً إلى إلغاء “برنامج تعليم اللغة العربية والثقافة المغربية” الذي يعمل به منذ عام 2013 في بعض المدارس الحكومية الإسبانية، ويصل عدد المدارس المشمولة بهذا البرنامج إلى 393 مدرسة، منها 70 تقع ضمن نطاق إدارة حكومة منطقة مدريد.
واعتبرت المتحدثة باسم الحزب، إيزابيل بيريز موينييو، أن هذا البرنامج يمثل خطراً على الهوية الوطنية الإسبانية، زاعمةً أنه يعمل على تقسيم الأطفال ثقافياً ولا يساهم في عملية اندماجهم، وفق تعبيرها.
وأضافت خلال كلمتها في البرلمان الإقليمي أن البرنامج يشكل أداة لإنشاء مجتمعات منعزلة، معربة عن استيائها من أن تكون وزارة التعليم المغربية هي من تختار المعلمين، مما يحد – بحسب رأيها – من قدرة السلطات الإسبانية على مراقبة المحتوى التعليمي المقدم للطلاب.
كما أثارت موينييو ما أسمته بـ”الغزو الثقافي”، دون أن تقدم أي أدلة تدعم مزاعمها، وربطت بين البرنامج وبعض الحوادث الأمنية المنفردة، مثل حالة معلم تم اعتقاله بتهم تتعلق بالإرهاب، دون التفرقة بين البرامج الرسمية والحالات الفردية التي تخضع للقوانين الإسبانية.
تجاوزت تصريحات الحزب النقد التعليمي إلى خطاب تحريضي، حيث طرحت موينييو أسئلة مثيرة للجدل حول تمويل بعض الفئات الاجتماعية لبرامج تخص الجاليات الأجنبية، وهاجمت ممارسات ثقافية ودينية معينة، واختتمت كلامها بدعوة صريحة إلى استبعاد الثقافة المغربية من المدارس الإسبانية.
يأتي هذا الموقف في سياق سجل حافل للحزب بمعارضة سياسات التنوع الثقافي في إسبانيا، حيث سبق أن وصف سياسات التعددية بأنها تشجع التطرف وتساهم في ما يسمى بـ”أسلمة المجتمع”، هذه المواقف تثير تساؤلات حول مدى توافقها مع الدستور الإسباني الذي يكفل احترام التعددية الثقافية واللغوية في الفضاء العام.
يذكر أن البرنامج المذكور يأتي في إطار اتفاقية ثقافية بين إسبانيا والمغرب تهدف إلى الحفاظ على روابط أبناء الجالية المغربية بثقافتهم ولغتهم الأصلية.
وتطبق العديد من الدول الأوروبية برامج مماثلة دون أن تحل محل المناهج الرسمية، حيث تدرج كمواد اختيارية أو تكميلية.
وحتى الآن، لم تصدر أي ردود فعل رسمية من وزارة التعليم الإسبانية حول إمكانية مراجعة البرنامج، إلا أن الجدل المثار من قبل حزب فوكس يتوقع أن يفتح نقاشاً أوسع حول كيفية تحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية لأبناء الجاليات المهاجرة ومتطلبات الاندماج في المجتمع الإسباني.
