أم الشاف الصغير عمر تفتح قلبها لـ”فبراير” وتكشف رسالته قبل الوفاة
كشفت لبنى لشقر، مدربة الحياة البالغة من العمر 46 عامًا، عن تفاصيل رحلتها الملهمة من عالم التجارة والإدارة الذي استمرت فيه لمدة 16 عامًا، إلى مجال التدريب على فن الحياة الذي وجدته أكثر شغفًا وإرضاءً، لم تخفِ لبنى تجربتها الشخصية المؤلمة، بل شاركتها بصراحة ووعي، مؤكدة أن هذه التجربة لم تكن مجرد محنة، بل منحة إلهية ساعدتها على التعايش مع الفقد والتحديات بإيمان وصبر.
ووصفت أم الشاف عمر، لحظة تلقيها خبر وفاة ابنها عمر، رحمه الله، بأنها كانت امتحانًا صعبًا، خاصة أنه كان ابنها الوحيد. لكنها اختارت أن تواجه هذا الامتحان بالوعي والنية الصادقة، “جلست مع نفسي، تساءلت عما يحدث، وما هو الدور الذي يجب أن ألعبه”.
لم تنكر حزنها، لكنها استحضرت قول الله تعالى “لا تحزن إن الله معنا”، مؤكدة أن الله لم يختبرها ليعذبها، بل ليرفعها ويهديها. ومن هنا، بدأت رحلة الصبر والرضا بقضاء الله، مع نية تربية عمر تربية حسنة ترضي الله سبحانه وتعالى.
أكدت لبنى أن السنوات الثلاث التي أعقبت وفاة عمر كانت مليئة بالمعجزات، حيث بدأت في التمعن في كل شيء حولها، واستشعار نعمة الله في كل لحظة. حتى في أبسط الأشياء، مثل شرب كوب من الشاي، كانت تتذكر أن هناك الكثيرين ممن لا يملكون هذا الكوب، وأن الله فضلها ومنحها هذه النعمة. هذا الشعور بالامتنان والتقدير، جعلها تعيش كل يوم وكأنه 24 قطعة ألماس، تحاول استغلال كل ساعة فيها في فعل الخير والإحسان.
لم تنكر لبنى لحظات الضعف والألم التي كانت تنتابها، لكنها تعلمت كيف تتعامل معها بوعي وتعاطف. لم تعد تحاول قمع مشاعرها أو الهروب منها، بل أصبحت تجلس مع نفسها، تستمع إلى ما تشعر به، وتمنحها الوقت الكافي للتنفس والاسترخاء. لقد تعلمت كيف تتصالح مع ذاتها، وتصبح صديقة لها، تعتني بها وتغذيها، لأنها أمانة من الله يجب الحفاظ عليها.
وتابعت لبنى حديثها بالإشارة إلى أن وفاة عمر لم تكن نهاية قصته، بل بداية لرسالة جديدة. فبعد أسبوع من وفاته، اضطرت للسفر إلى دبي لحضور فعاليات البرلمان العربي للطفل، حيث كان من المقرر أن يشارك فيها عمر.
“في تلك اللحظة، أدركت أن رسالة عمر لا يجب أن تتوقف، وأنها يجب أن تستمر في نشر الخير والأمل الذي كان يحمله، ومنذ ذلك الحين، أصبحت أشارك تجاربي وقصصي مع الآخرين، ملهمة إياهم على التغيير والتطور والعيش بوعي وإيجابية”. تقول لبنى.
وأكدت لبنى أن وصفتها السحرية لمواجهة التحديات تكمن في الوعي، والنية، والدعاء، واليقين بالله. كما نصحت الجميع بعدم انتظار المساعدة من الآخرين، بل يجب أن يبادروا بأنفسهم ويسعوا لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم. فكل واحد منا يملك صوتًا داخليًا، إما أن يكون عدوًا أو صديقًا، والقدرة على التحكم في هذا الصوت هي التي تحدد مصيرنا.