أعلن المغرب إطلاقه مفاوضات مع كوريا الجنوبية، وذلك بتعزيز شقه الدفاعي، خلال الزيارة التي قام بها وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، الى سيول، حيث يطمح للحصول على دبابات وغواصات عسكرية.
وأفادت تقارير صحفية تهتم بالشق الدفاعي، فإن المغرب يطمح للحصول على دبابات من نوع K2 Black Panther وغواصات KSS-III، من كوريا الجنوبية، وذلك بعد أن ظفرت هذه الأخيرة بصفقة غير مسبوقة في مجال القطارات.
وأشار موقع “داوم” الكوري الجنوبي، أن وزير التجارة والصناعة أبدى اهتماما واضحا بدبابة K2 Black Panther وغواصة KSS-III من طراز “دوسان آن تشانغ هو، بالإضافة إلى نظام الدفاع الجوي متوسط المدى “تشيونغونغ” KM-SAM.
وفي سياق متنامٍ من التعاون الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، تأتي الموافقة الأمريكية الأخيرة على تزويد المغرب بـ600 صاروخ من طراز “ستينغر” بقيمة 825 مليون دولار لتعكس عمق الشراكة العسكرية والأمنية بين البلدين.
هذه الصفقة، التي تشمل أيضاً دعماً فنياً ولوجستياً متكاملاً، ليست مجرد عملية بيع أسلحة تقليدية، بل تمثل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من التعاون الدفاعي الذي يرتقي إلى مستوى التحالف الاستراتيجي، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية الإقليمية التي تشهدها شمال أفريقيا.
تكتسب هذه الصفقة العسكرية أبعاداً سياسية بالغة الأهمية في ضوء السياق التاريخي للعلاقات المغربية الأمريكية التي تمتد جذورها إلى عام 1777، عندما أصبح المغرب أول دولة في العالم تعترف باستقلال الولايات المتحدة.
لقد تحولت هذه العلاقات مع مرور الوقت من مجرد روابط دبلوماسية إلى شراكة متعددة الأوجه تشمل التعاون السياسي والأمني والاقتصادي، حيث يلعب المغرب دوراً محورياً كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة شمال أفريقيا والساحل، وهي منطقة تشهد تحديات أمنية معقدة تتعلق بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
ومن الناحية الجيوسياسية، تأتي صفقة الصواريخ في أعقاب التأكيد المتجدد من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على دعم الولايات المتحدة لسيادة المغرب الكاملة على الصحراء المغربية، حيث وصف مقترح الحكم الذاتي المغربي بأنه “جدي وموثوق وواقعي” كأساس وحيد لتسوية النزاع.
هذا الموقف الأمريكي الثابت يدعم الموقف الدبلوماسي المغربي على الساحة الدولية ويعزز من مكانته كشريك لا غنى عنه في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
على الصعيد العسكري، تندرج صفقة “ستينغر” ضمن استراتيجية شاملة لتحديث الترسانة الدفاعية المغربية ومواكبة التطورات التكنولوجية في مجال التسليح.
وتكتسب هذه المنظومة الدفاعية أهمية خاصة نظراً لفعاليتها المثبتة في ساحات القتال الحديثة، حيث برزت قدرتها على إسقاط طائرات هجومية ومروحيات، كما حدث في الحرب الأوكرانية.