استُشهدت الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، المعروفة بلقب “عين غزة”، إلى جانب عشرة من أفراد أسرتها، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مدينة غزة، في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين والإعلاميين في القطاع.
فاطمة، التي نذرت عدستها لتوثيق جرائم الاحتلال، كانت من أبرز الأصوات البصرية التي رافقت المشهد الغزّي خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية، حيث التقطت بكاميرتها صورًا للحصار والمجازر ولحظات الحياة التي تواصلت رغم الموت والدمار.
وفي واحدة من تدويناتها الأخيرة، التي تحوّلت بعد استشهادها إلى ما يشبه الوصية، كتبت:
“إن متُّ، أريد موتًا مدوّيًا. لا أريد أن أكون خبرًا عابرًا، أو رقمًا يُضاف إلى سلسلة الأرقام. أريد موتًا يتحدث عنه العالم، بصمةً لا تُنسى، وصورًا خالدة لا يستطيع الزمان ولا المكان دفنها.”
رحيل فاطمة أثار موجة واسعة من الحزن في الأوساط الإعلامية والحقوقية، وسط دعوات لمحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد الصحفيين، وتوثيق استهدافه المتكرر لأصحاب الكاميرات والأقلام الذين يعملون في ظروف غاية في الخطورة لنقل الحقيقة من قلب المأساة.
وتُعد فاطمة حسونة من بين العشرات من الصحفيين الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم منذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، في وقت تؤكد فيه منظمات دولية أن استهداف الإعلاميين يُشكّل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
الصحفية الشابة، التي تحوّلت إلى رمز للمقاومة الإعلامية، تظل شاهدة على أن الكلمة والصورة في فلسطين قد تكونان آخر خطوط الدفاع عن الحقيقة.