أكدت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، على أهمية تواجد الهيئة في المعرض الدولي للكتاب، معتبرة إياه فضاء متميزاً للتفاعل مع الجمهور والارتقاء بالفعل الثقافي والنقدي.
وأوضحت أخرباش في تصريح لموقع فبراير أن مشاركة الهيئة تندرج ضمن الجهود المشتركة مع هيئات دستورية أخرى لتعزيز الديمقراطية وحماية الحقوق، مشيرة إلى أن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري كمؤسسة دستورية مستقلة معنية بتقنين الإعلام، تسعى للحضور في هذا الفضاء الثقافي الذي يرتاده جمهور متنوع.
وشددت رئيسة الهيئة على أن المواطنين يعيشون اليوم في ظل منظومة إعلامية عابرة للقارات ومعولمة، تتيح هامشاً واسعاً للوصول إلى المعلومة والتعبير الحر، لكنها تنطوي في الوقت نفسه على مخاطر تستوجب المعالجة، “ليس بالحجر على آراء الجمهور أو بالحد من الحرية، وإنما بالتكوين على الاستعمال المستنير للإعلام والولوج الفاعل لهذه المنظومة الإعلامية”.
وأضافت أخرباش أن الانتداب الدستوري للهيئة يفرض عليها احترام حرية التعبير، مع تحمل مسؤوليتها في رفع وعي الجمهور ببعض المخاطر مثل “التضليل والتلاعب، والمس بالكرامة الإنسانية، والمس بحقوق بعض الفئات”.
وفي هذا الإطار، تصر الهيئة على الحضور من خلال تنظيم ورشات للدراية الإعلامية والتربية على الإعلام لصالح زوار المعرض، حيث تعمل على التعريف بالتقنين، معتبرة أن “ثقافة التقنين استثمار مهم جدا في المجتمع المغربي للارتقاء بجودة المضامين المنتجة في المشهد الإعلامي المغربي، ورفع قدرات وإدراك المواطن المرتاد لوسائل الإعلام”.
وأبرزت أخرباش أن الهدف من هذه الورشات هو جعل المواطن شريكاً في عملية الارتقاء بالإعلام، وتمكينه من حقه في الولوج إلى المعلومة والتعبير عن آرائه، وتحفيزه للقيام بواجبه في التصدي “لكل التلاعبات والتضليل وخطاب الكراهية والتشدد”.
واختتمت رئيسة الهيئة تصريحها بالتأكيد على أن حضور الهيئة في المعرض نابع من التزامها بواجبها المواطن، وحرصها على التواصل مع المواطنين والإنصات إليهم.
أوضح إدريس اليزمي، الرئيس السابق للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن هذه المبادرة المشتركة تعكس الرسالة الأساسية لهذه المؤسسات في تعزيز الديمقراطية المغربية وحماية الحقوق وإشراك المواطنين، بالتوازي مع عمل السلطات الأخرى.
وتتميز مشاركة المجلس هذا العام بنكهة خاصة، حيث يقدم إلى جانب الجناح المشترك مع المؤسسات الدستورية، جناحاً آخر بالتعاون مع وزارة الثقافة، مخصصاً للجالية المغربية، يتضمن برنامجاً ثرياً ومتنوعاً يضم أكثر من 70 نشاطاً.
وفي كلمته، دعا اليزمي المواطنين وزوار معرض الكتاب للمشاركة في مختلف الفعاليات المبرمجة، مشدداً على أهمية تقوية العمل المشترك بين الهيئات الدستورية المستقلة، بما فيها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.
وتأتي هذه المبادرة لتؤكد على الدور المحوري للمؤسسات الدستورية في ترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكذلك في تعزيز التواصل مع المغاربة المقيمين بالخارج وإدماجهم في المشهد الثقافي والمؤسساتي للمملكة.
يذكر أن المجلس يحرص على توفير فضاء للحوار والنقاش حول قضايا الهجرة والاندماج والهوية، مع الحفاظ على الروابط الثقافية والوطنية للجالية المغربية المقيمة بالخارج، والتي تشكل جزءاً لا يتجزأ من النسيج المجتمعي المغربي.
