نظم يوم أمس الجمعة 18 أبريل الجاري برواق النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالمعرض الدولي للكتاب والنشر في دورته الثلاثين والذي اختار إمارة الشارقة ضيف شرف، حفل تقديم توقيع كتاب لحن الطفولة “أغاني الأمل” للكاتبة أمينة كوكاس.
وفي هذا السياق، عبرت أمينة كوكاس، عن سعادتها بتوقيع مولودها الجديد “أغاني الأمل” في المعرض الدولي للكتاب، مشيرة إلى أنها إشتغلت لسنوات على هذه التحفة الصغيرة.
وأضافت كوكاس بأنها في كتابها الجديد لا تقتصر على الأطفال فقط وإنما تكتب للشباب من خلال دعوتهم لتسلق الجبال والإحتفال بالعيد بفرح، بالإضافة إلى نسيان الدراسة والتلقين الصرم في المدارس للخروج إلى عالم الفراشات، بموازاة ذلك توجه مواعض للشباب.
هذا العمل الصادر عن منشورات النورس ليس مجرد مجموعة نصوص موجهة للأطفال واليافعين، بل هو مرآة تعكس براءة الماضي وتضيء دروب الحاضر بأمل المستقبل.
ببراعة الشاعرة وخبرة المربية، تنسج أمينة كوكاس عالماً شعرياً يأخذ بيد القارئ في رحلة عاطفية وفكرية. عبر أناشيدها التي تتوزع بين الحب والعلم والانتماء، تقدم الكاتبة رؤية متكاملة لتنشئة جيل واعٍ يحمل القيم السامية في عقله وقلبه.
من فرح الاكتشاف في “المبدع الصغير” إلى احترام المعرفة في “كتابي”، ومن تقدير المعلم في “معلمي” إلى التعاطف مع المحرومين في “طفل الشارع”، وصولاً إلى السمو الأخلاقي في “هكذا نسمو”، يبني الديوان جسراً بين الذات والآخر، بين الحلم والواقع.
ما يميز هذا العمل هو قدرته على مخاطبة الطفل والراشد معاً. فبينما يجد الصغار فيه متعة الكلمة الموسيقية وسحر الصور الشعرية، يكتشف الكبار فيه ذكرياتهم الضائعة وحنينهم إلى زمن كان كل شيء فيه بسيطاً وجميلاً.
اللغة الشفافة والأسلوب السلس يجعلان من النصوص مادة حية يمكن إنشادها أو تمثيلها أو مناقشتها، مما يضفي على العمل بعداً تفاعلياً وتعليمياً.
“لحن الطفولة” ليس مجرد كلمات على ورق، بل هو تجربة إنسانية شاملة. إنه دعوة صادقة لإعادة الاتصال بذلك الجزء منا الذي ظنّناه مفقوداً، ولكنه في الحاضر كامن في أعماقنا، ينتظر فقط من ينقبه ويحرره.
عبر صفحات الديوان، تعيدنا أمينة كوكاس إلى تلك اللحظات الأولى حين كانت الحياة لوحة بيضاء نرسم عليها أحلامنا بألوان الأمل، وحين كانت القيم والمبادئ تُغرس فينا كما تُغرس البذور في التربة الطيبة.
في زمن التحولات السريعة والتحديات الكبيرة، يأتي هذا الديوان ليكون دليلاً ورفيقاً للأجيال الجديدة، ولينير الطريق أمام المربين والآباء الذين يبحثون عن وسائل أصيلة لتربية أبنائهم.
إنه عمل لا يقدّم الأجوبة الجاهزة، بل يطرح الأسئلة الذكية التي تحفز التفكير وتنمي المشاعر، مما يجعله إضافة نوعية للأدب العربي الموجه للطفل واليافع.