اجتمع عشاق القراءة من مختلف الأعمار والاهتمامات في الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، حيث أبدى الزوار انطباعات متنوعة تعكس ثراء هذا الحدث الثقافي الكبير وأهميته في المشهد الثقافي المغربي.
“المعرض ما شاء الله فيه عارضين كثار ودور نشر كثيرة ومواد مهمة”، هكذا عبّر أحد الزوار عن انطباعه الأولي. وأضاف أن المعرض يضم كتباً ثقافية وعلمية بأثمنة في المتناول، إضافة إلى العديد من العناوين الجديدة في المجالات العلمية والفكرية.
ولاحظ زوار آخرون الإقبال الكبير على المعرض هذا العام، مع تنوع ملحوظ في الكتب المعروضة التي تستجيب لمتطلبات مختلف الشرائح الاجتماعية، سواء من حيث المحتوى أو الأسعار أو اللغات المتاحة.
أشار بعض الزوار إلى اهتمامهم بالكتب المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حيث قال أحدهم: “خديت كتوبة ديال المتعلقة بالقضية الفلسطينية، احنا دابا كلشي عارف اشنو واقع الآن، وخصنا نتعلموا ونتثقفوا بالتاريخ ديال هذه القضية”.
كما لوحظ إقبال على الكتب التاريخية، خاصةً تلك التي تتناول تاريخ المغرب، رغم أن أسعارها قد تكون أعلى نسبياً من بقية الكتب، لكن “كتستحق لأن فيها جهد علمي وفكري مهم”.
عبّر عدد من الزوار عن سعادتهم بوجود كتّاب مشهورين في المعرض. “المعرض زوين هذا العام، فيه الكتوبة الكبار اللي جاو بحال مثلا الكاتب أحمد الحمدان اللي جا عندنا للمغرب، وبحال الأستاذ أسامة مسلم”، قال أحد المهتمين، مشيداً بأسلوب الكتابة المميز لبعض الكتّاب.
لم يغفل زوار المعرض الإشادة بالاهتمام الخاص بالأطفال، حيث أكد أحدهم: “كيشجعوا الأطفال على القراءة، كاينين هنا حتى ديال لي بتيزونفون باش يتعودوا على القراية وتكون عندهم هواية ديال المطالعة”.
وأضاف زائر آخر أن فكرة جذب الأطفال للمعرض “تستجيب لاهتمام الأطفال بشكل كبير، سواء من حيث تنوع المعروضات أو الأنشطة اللي قدمها المعرض هذه السنة”.
رغم الإشادة العامة، أبدى بعض المثقفين والباحثين ملاحظات نقدية. فقد لاحظ أستاذ في العلوم الشرعية وجود “نقص كبير على مستوى الكتب اللي فيها معلومات شرعية وفكرية متينة اللي كتبني الإنسان”. وأضاف أن هناك طغياناً للجانب الروائي والمسرحي، لكن “ماشي شي رواية اللي كتكون فيها فائدة كبيرة وفيها معلومات كبيرة وفيها فكر ووعي”.
أشار بعض الزوار إلى ارتفاع أسعار الكتب مقارنة بالسنوات الماضية، إذ تتراوح الأسعار بين 50 درهماً و300 درهم، خصوصاً بالنسبة للموسوعات الشرعية والفكرية. لكن رغم ذلك، يبقى هناك تنوع في الأسعار يناسب مختلف الشرائح.
اتفق زوار المعرض على أهمية القراءة والكتاب في بناء الفكر وتجديد المعلومات. “الكتاب كيبقى أساسي، العقل الذي لا يقرأ لا يفكر. القراءة أساسية، الفكر أساسي لواحد الإنسان أنه لا بد يجدد الأفكار ديالو والمعلومات ديالو”، كما عبر أحد الزوار.
كما أشاد آخرون بتنوع اللغات المتاحة في المعرض والكتب المترجمة التي تتيح الاطلاع على الثقافات العالمية المختلفة، إضافة إلى التعرف على المفكرين المغاربة وإنتاجاتهم المتميزة.