في شوارع مدينة أكادير عاصمة سوس، حيث تتدفق الحياة بوتيرة سريعة، تبرز قصة الشابة نور الهدى كشهادة حية على الإرادة والعزيمة.
“فبراير”، زارت الشابة نور التي حولت سيارتها البيضاء من نوع R4 القديمة إلى مشروع صغير يلفت الأنظار، ليس فقط لما تقدمه من حلوى “تيراميسو” لذيذة، بل لما تمثله من قصة كفاح ملهمة.
تبدأ نور الهدى يومها، حيث تقوم بتحضير الحلوى الإيطالية الشهيرة يدوياً، مع إضافة لمساتها الخاصة ونكهات جديدة والتي اكتسبتها من خبرتها في مجال الحلويات.
وتقول وهي توزع قطع التيراميسو بعناية: “كل قطعة تحمل جزءاً من روحي، لهذا أحرص على أن تكون بكامل الجودة التي أرضى بها عن نفسي”.
ما يميز مشروع نور الهدى ليس فقط جودة المنتج، بل فكرة الاستثمار في سيارة قديمة وتحويلها إلى محل متجول للحلويات.
“لم يكن لدي رأس مال كبير، لكنني رأيت في سيارتي العتيقة فرصة لا تعوض”، تضيف الشابة التي حولت مقعد الركاب إلى ثلاجة صغيرة وصندوق السيارة إلى طاولة عرض.
هذا، ويواجه المشروع الصغير تحديات يومية، أبرزها صعوبة إيجاد أماكن مناسبة للوقوف، وتقلبات الطقس التي تؤثر على مبيعاتها. إلا أن نور الهدى تطورت مع الوقت في إدارة أعمالها، حيث بدأت بنظام طلبات مسبقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساعدها على توسيع قاعدة زبائنها.
“أكثر ما يسعدني هو ردود فعل الزبائن عندما يتذوقون الحلوى لأول مرة”، تقول نور الهدى التي تحتفظ بكراسة صغيرة تدون فيها ملاحظات العملاء لتحسين منتجاتها. بعض الزبائن تحولوا إلى أصدقاء للمشروع، يقدمون الدعم المعنوي ويشاركونها أفكاراً للتطوير.
عند سؤالها عن أحلامها المستقبلية، تلوح بيدها نحو سيارتها مبتسمة: “هذه البداية فقط، أحلم بمحل خاص بي، وربما سلسلة محلات تقدم حلوى بلمسة مغربية إيطالية”.
هذا، وتثبت نور الهدى يومياً أن الإبداع والتصميم يمكن أن يحولا أي فكرة بسيطة إلى مشروع ناجح، وأن العزيمة الصادقة قادرة على تجاوز كل العقبات.