احتضن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط ندوة فكرية نظمتها وكالة بيت مال القدس الشريف، سلطت الضوء على الحضور المغربي في القدس وفلسطين، وعلى العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين منذ قرون.
الندوة التي شارك فيها باحثون وأكاديميون من المغرب وفلسطين، جاءت لتعيد التذكير بالعمق الحضاري المشترك، ولتؤكد على أن الثقافة تظل أحد أقوى جسور التواصل بين الشعوب.
في هذا السياق، قال محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، إن هذا العمل يأتي “في سياق تعزيز عرى العلاقات التاريخية التي جمعت المغرب دائمًا بفلسطين وبمنطقة الشام، عبر التعريف بعناصر الثقافة المغربية وتمكين الأشقاء في فلسطين من الاطلاع على هذا الرصيد الحضاري الفريد.”
وأكد الشرقاوي أن الوكالة تعمل من خلال آليات مؤسساتية فاعلة على رأسها كرسي الدراسات المغربية بجامعة القدس، والمركز الثقافي المغربي في القدس، ومركز بيت المقدس للبحوث والدراسات بالرباط، على تثبيت هذه الروابط وتعزيزها في عهد جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس.
من جهتها، عبّرت صفاء نصر الدين، رئيسة قسم الدراسات بجامعة القدس، عن سعادتها بالمشاركة في الندوة، مؤكدة أن “كرسي الدراسات المغربية، الذي أُطلق في مارس 2023، يُعد منبرًا أكاديميًا لتعميق معرفة الطلبة الفلسطينيين بالثقافة المغربية، ونقلها إلى المجتمع المقدسي، عبر مشاريع مشتركة مع الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني.”
أما الروائي الفلسطيني وليد شرفا، فقد وصف الندوة بأنها “حدث ثقافي نوعي يعكس إرادة متجددة في تأطير العلاقات الثقافية بين المغرب وفلسطين.” واعتبر أن هذه المبادرات “تفتح أفقًا جديدًا لإحياء السردية المشتركة بين الطرفين، من خلال الأدب، الفن، التاريخ، والجماليات، بما يتجاوز العلاقات السياسية إلى التأسيس لرؤية ثقافية مستدامة.”
الندوة كانت أكثر من مجرد حدث أكاديمي؛ كانت لحظة تأمل جماعي في الذاكرة المشتركة، ورسالة واضحة بأن العلاقات المغربية الفلسطينية ليست فقط مسألة تضامن، بل مشروع ثقافي وحضاري ممتد، يجد في الكتاب والجامعة والمجتمع المدني حلفاء حقيقيين.
