انتقد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بشدة المقاربة التي يعتمدها رئيس الحكومة عزيز أخنوش في تدبير الشأن العام، معتبراً أنها تقوم على المال أكثر مما تقوم على الجدية السياسية.
وخلال تقديمه للتقرير السياسي للحزب، ضمن أشغال المؤتمر الوطني التاسع المنعقد بمدينة بوزنيقة يومي السبت والأحد (26 و27 أبريل 2025)، طالب ابن كيران رئيس الحكومة بتغيير مقاربته، مذكراً إياه بأن المال لا يجلب إلا اللصوص، وأن عدداً من المسؤولين يتابعون أمام القضاء، فيما يقبع آخرون خلف القضبان بسبب الفساد. وأكد أن بناء العمل السياسي للمستقبل يستلزم الجدية والاستقامة، لا مجرد وفرة المال.
وفي السياق ذاته، استهجن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أداء أعضاء حزب التجمع الوطني للأحرار سواء على مستوى تدبير الشأن الحكومي أو المحلي، معتبراً أن الحصيلة “ضعيفة ومخيبة للآمال”.
وشدد ابن كيران على أن استمرارية الديمقراطية في المغرب تقتضي الالتزام بقواعد النزاهة وإبعاد تدخل رجال السلطة واستعمال المال في العمليات الانتخابية، داعياً إلى توفير مناخ سياسي نزيه يحترم إرادة المواطنين. ولم يفت ابن كيران توجيه رسالة سياسية مباشرة إلى رئيس الحكومة قائلاً: “أبشرك من الآن، إذا استمررت في هذه الطريق، فإن العدالة والتنمية سيربح الانتخابات المقبلة”.
في موضوع الصحراء المغربية، دعا ابن كيران السلطات الجزائرية إلى وقف معاداة الوحدة الترابية للمملكة، معتبراً أن الخطأ في هذا الملف بدأ منذ عقود، وأكد أن الصحراء ستبقى مغربية لأنها تحظى بإجماع شعبي وملكي لا يقبل التشكيك. ونقل ابن كيران عن الملك محمد السادس تأكيده أن العلاقة مع الجزائر يجب أن تبنى على المودة والأخوة الإسلامية، داعياً إلى إنهاء حالة العداء القائمة.
وبالانتقال إلى القضية الفلسطينية، وجّه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية نداءً إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، متسائلاً عن أسباب منعها، ومشدداً على أن “الأمة لن تتخلى عن فلسطين رغم كل الظروف”.
وفي السياق ذاته، جدد ابن كيران التأكيد على أن حزب العدالة والتنمية لم يوقع على اتفاق التطبيع مع إسرائيل، موضحاً أن التوقيع تم من قبل رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني بصفته الرسمية، وأن الحزب كهيئة سياسية لم يصادق على ذلك ولم يوافق عليه. وطالب بإسقاط التطبيع مع التفهم الكامل للظروف التي دفعت الدولة المغربية إلى اتخاذ هذا القرار.
وفي جانب آخر من مداخلته، كشف عبد الإله ابن كيران عن نجاح حملة التبرع التي أطلقها الحزب لتمويل مؤتمره الوطني التاسع، حيث تم جمع أكثر من مليون درهم، حسب ما أكده المكلف بالشؤون المالية بالحزب. وأشار إلى أن التبرعات شملت مساهمات من شخصيات داخل الحزب وخارجه، بينها مساهمات فردية بلغت 50 ألف درهم، وأخرى متواضعة لم تتجاوز 50 درهماً.
وأكدت مصادر مطلعة أن مجموع التبرعات تجاوز 120 مليون سنتيم، وسط استمرار عملية التبرع لتغطية المصاريف التي ستُدفع بعد انتهاء المؤتمر. ويأتي هذا المجهود الذاتي بعد تأخر وزارة الداخلية في صرف الدعم المالي المخصص لمؤتمرات الأحزاب، والذي كان الحزب يعول عليه بقيمة 130 مليون سنتيم، وفق ما ينص عليه القانون التنظيمي للأحزاب السياسية.
وأشار ابن كيران إلى أن ميزانية تنظيم المؤتمر تُقدّر بحوالي 350 مليون سنتيم، موضحاً أن الحزب ما زال في حاجة إلى استكمال الغلاف المالي المطلوب لتسوية التكاليف النهائية.
وختم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية مداخلته بالتأكيد على أن الحزب يراهن على الإمكانات الذاتية والتعبئة الداخلية لاستكمال متطلبات مؤتمره الوطني، في إطار ما وصفه بروح الاستقلالية والمسؤولية.
