اختتم حزب العدالة والتنمية “البيجيدي” مؤتمره الوطني التاسع بمدينة بوزنيقة بانتخاب عبد الإله بنكيران أميناً عاماً للمرة الرابعة، في خطوة تعكس ثقة قواعد الحزب بقدرته على قيادة المرحلة المقبلة.
وقد حصل بنكيران على 994 صوتاً من أصل 1402 مصوت، أي بنسبة 69% من الأصوات، متفوقاً بذلك على منافسيه إدريس الأزمي الإدريسي الذي حصل على 394 صوتاً، وعبد الله بووانو الذي نال 42 صوتاً فقط.
وقد سبق إعلان النتائج النهائية تصدر بنكيران للائحة الأسماء التي صوّت عليها مؤتمرو الحزب في المرحلة الأولى بحصوله على 163 صوتاً، فيما حل إدريس الأزمي الإدريسي ثانياً بـ160 صوتاً، وعبد الله بووانو ثالثاً بـ94 صوتاً. في حين أعلن كل من عبد العزيز العماري وجامع المعتصم وعبد العالي حامي الدين انسحابهم من السباق نحو الأمانة العامة.
واستغل بنكيران منصة المؤتمر لتوجيه انتقادات حادة ولاذعة للحكومة الحالية بقيادة عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، حيث وصفها بـ”الحكومة الفاشلة” التي “لا حس لها ولا تتحدث مع المواطن”.
وأضاف أنها حكومة “ما تعرف تتصالح ولا تدابز”، وأنها “ضيعت علينا شهوراً طويلة في التعليم”.
وخاطب زعيم “البيجيدي” رئيس الحكومة قائلاً: “الفلوس لن تجلب سوى الشفارة، عليك بناء الأمور على الجد والصح؛ فالزمن كشاف، ولي أمه نعجة يأكله الذئب”.
وتابع موجهاً كلامه لأخنوش: “لا يمكن أسي عزيز هؤلاء ينجحو في أي منصب، وماشي فينما لقيتي شي خشلاع تجيبو، هؤلاء لا يعرفون التسيير ولا التكلم.. فآش هاد الحكومة أسي عزيز؟”.
ولم يكتفِ بنكيران بذلك، بل تطرق إلى قضية تضارب المصالح لدى رئيس الحكومة، متسائلاً: “ماذا يمكن أن أقول عن تضارب المصالح الذي دافع عنه رئيس الحكومة في البرلمان، وإلى حد الساعة لم يقم بالجواب عن ذلك”. كما وجه تحذيراً صريحاً لأخنوش بقوله: “نبشرك أنه إن استمررت في هذا الطريق، فالراجح أننا من سنهزمك في الانتخابات المقبلة”.
ولم يسلم وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، من سهام انتقادات بنكيران، خاصة فيما يتعلق بمشروع تعديل مدونة الأسرة. وقال في هذا الصدد: “هذه الحكومة جاءنا منها وزير يريد أن يعدل مدونة الأسرة، بطريقة يمكن أن تخرب البيوت، هذا الرجل لا يعرف أن البلاد مبنية على الإيمان”.
وأكد بنكيران أن حزب “البيجيدي” “حزب سياسي يمتح من المرجعية الإسلامية التي انطلق منها؛ وهذا أول أسباب الفخر والقوة والنجاح”. مضيفاً: “هذه المرجعية لها صفة الدوام، ومن يتمسك بها بصدق وإخلاص وصواب واعتدال يرفعه الله دائماً؛ ولو بعد حين”.
كما تطرق الأمين العام المنتخب لقضية الصحراء المغربية، حيث أشار إلى الجذور التاريخية للنزاع، موضحاً أن مؤسسي البوليساريو “كانوا يدرسون في المغرب” و”لم يكونوا يطالبون بالانفصال بل كانوا يطالبون بتسليحهم من طرف الدولة المغربية لطرد الاستعمار”.
وأوضح بنكيران أن “مصطفى السيد كان يدرس مع السباحة” وأنه يتذكرهم جيداً عندما “كانوا معنا في الرباط بعض منهم، وما كانوش كيطالبوا بالانفصال، كانوا كيطالبوا باش تسلحهم الدولة المغربية باش يطردوا الاستعمار”. مشيراً إلى أن “القيادات اللي كانت ذاك الوقت لم توفق للإجابة إليهم”.
وأضاف أن هذه المجموعة تبناها في البداية “مع الأسف القذافي، وبعد ذلك تبنتهم الجزائر لإزعاج المغرب ماشي لشيء آخر”. متسائلاً: “وإلا ما يمكنش القذافي اللي كان يدعو إلى وحدة الأمة العربية يبغي يشتت المغرب”.
ووجه بنكيران رسالة إلى القادة الجزائريين قائلاً: “نقول لهم بصراحة، قول لهم اليوم جا الوقت باش تصحوا هذا الخطأ وما صحتوهش”. مؤكداً أن “الصحراء مغربية وستبقى مغربية إن شاء الله”.
استعرض بنكيران التاريخ الطويل لقضية الصحراء، مشيراً إلى أن هذا الملف “وقف عليه الملوك ديالنا ماشي دابا، من عهد محمد الخامس الله يرحمه”.
وأوضح أنه “في عهد محمد الخامس كانوا كيجيو الوفود من الصحراء وتيطالبوا باش تقوم الإجراءات اللازمة لاسترجاع صحرائنا، وكانت الدولة كتشوف ظروف أخرى كيوخروهم”.
وتابع: “ومات محمد الخامس وجا الحسن الثاني، وأنا باقي كنت… السي بن هيما تيتكلم مع زعماء الصحراء وتيقول لهم هذ القضية في يد أمير المؤمنين وأنتما عاطين البيعة خليوه را هو كيدبرها”. وذكر أنه “حتى جا الوقت المناسب وسيدنا دار المسيرة المظفرة والتاريخية والحجة، التي شارك فيها شباب من سننا، ولكن اللي ما كانوش كيقرا، شارك فيها 350 ألف مغربي واسترجعت الصحراء وهي مغربية”.
يأتي انتخاب بنكيران للمرة الرابعة على رأس حزب “البيجيدي” في سياق محاولة الحزب استعادة مكانته بعد “السقوط المدوي” الذي مني به في انتخابات ثامن شتنبر 2021، حيث خسر قيادة الحكومة بعد ولايتين متتاليتين.
وقد جرى انتخابه أميناً عاماً في مؤتمر استثنائي عقب تلك النكسة الانتخابية، قبل أن يجدد له الثقة في هذا المؤتمر الوطني التاسع.
