الرئيسية / سياسة / "من ساحل معزول إلى أطلسي مفتوح"... الرؤية المغربية لإعادة رسم خريطة غرب إفريقيا

"من ساحل معزول إلى أطلسي مفتوح"... الرؤية المغربية لإعادة رسم خريطة غرب إفريقيا

مبادرة الأطلسي
سياسة
فبراير.كوم 29 أبريل 2025 - 15:00
A+ / A-

أكد خبراء مشاركون في المؤتمر الدولي الأول لمنتدى التحليل الاستراتيجي لشؤون الأطلسي والساحل، المنعقد في العيون والسمارة وبوجدور، أن المبادرة الملكية الأطلسية تمثل تحولاً جيوستراتيجياً عميقاً يعيد تموضع منطقة الساحل الإفريقي ضمن الفضاء الأطلسي.

وشدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، كمال الهشومي، في مداخلته خلال المؤتمر على أن هذه المبادرة “ليست مجرد مشروع إنمائي ظرفي، بل مشروع دولة ذات إرادة وسيادة تعيد صياغة مستقبلها ومحيطها الجغرافي”.

وتأتي هذه المبادرة، حسب الهشومي، لتحويل المنطقة من “ساحل معزول” إلى “أطلسي مفتوح”، ومن “هشاشة مستوردة” إلى “مناعة منتجة”، مما يعكس الرؤية الملكية الاستباقية للتحديات الجيوسياسية في المنطقة.

وأبرز المتحدث أن هذه الخطوة  تحمل رسالة واضحة للعالم مفادها أن “مغرب المستقبل هو مغرب الأطلسي، ومغرب الأطلسي هو قاطرة إفريقيا الصاعدة”، وهي بذلك تتجاوز منطق سباق النفوذ التقليدي نحو نموذج استراتيجي متجدد.

وتستند المبادرة الملكية الأطلسية على استراتيجية الربط الجيواقتصادي والجيوبوليتيكي من خلال تفكيك الارتباطات العمودية الكولونيالية التقليدية مع شمال المتوسط، وبناء شبكات أفقية جديدة داخل المجال الإفريقي، وهو ما وصفه الهشومي بـ”مغربة الأطلسي الإفريقي”.

وأشار الباحث إلى أن المبادرة تتجاوز المقاربات الأمنية التقليدية ذات الطابع العسكري، لتطرح رؤية للاستقرار البنيوي ترتكز على ثلاث دعامات أساسية: التنمية الاقتصادية عبر فتح منفذ أطلسي يندمج في الأسواق العالمية (السمارة)، والهندسة الروحية والثقافية من خلال إمارة المؤمنين (بوجدور)، بالإضافة إلى مقاربة أمنية وقائية تستبق مسارات التطرف والفوضى.

وفي سياق استشرافه للتحولات الكبرى، أكد الهشومي أن المبادرة الملكية تمهد الطريق لبناء محور مغربي-ساحلي-أطلسي قوي، قادر على مواجهة تغلغل القوى الدولية كالصين وروسيا وتركيا، وتحويل الأطلسي الإفريقي إلى واجهة صاعدة في التوازنات الدولية للطاقة والموارد الطبيعية.

وبهذه المبادرة، يتحول المغرب من دولة تطل على الأطلسي إلى فاعل استراتيجي يصنع معادلاته، ويلعب دور “الوسيط الاستراتيجي” بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية عبر المحيط الأطلسي.

ورغم التحديات المتمثلة في هشاشة بعض الدول الساحلية أمام الانقلابات والمليشيات، وشراسة التنافس الدولي، أكد الهشومي أن هذه الخطوة تحمل فرصاً كبيرة لبناء مجال أطلسي إفريقي مشترك يقوم على المصالح المتبادلة.

ويُعد المؤتمر الدولي الأول لمنتدى التحليل الاستراتيجي لشؤون الأطلسي والساحل، الذي تحتضنه مدن العيون والسمارة وبوجدور أيام 28 و29 و30 أبريل 2025، منصة مهمة لنخبة من الباحثين والخبراء في الشؤون الجيوسياسية والاستراتيجية لمناقشة أبعاد هذه المبادرة ومستقبل المنطقة.

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة