الرئيسية / F Plus / إسبانيا في العتمة.. والمغرب يضيء شمعة التضامن من خلال "ريمو"

إسبانيا في العتمة.. والمغرب يضيء شمعة التضامن من خلال "ريمو"

المغرب واسبانيا ريمور
F Plus
أرسلان أمينة 29 أبريل 2025 - 14:00
A+ / A-

يشكل التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال الطاقة نموذجًا للشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد، والتي تتجاوز الجانب التقني إلى البعد الإنساني والاقتصادي.

فبعد الأزمة الكهربائية غير المسبوقة التي شهدتها إسبانيا والبرتغال يوم أمس 28 أبريل 2025، والتي تسببت في انقطاع التيار عن مناطق واسعة وتعطيل الخدمات الحيوية، برز المغرب كشريك أساسي ساهم في إعادة الاستقرار لشبكة الكهرباء الإسبانية عبر الربط الكهربائي الثنائي “ريمو”.

وقد مثلت هذه الأزمة اختبارًا حقيقيًا لقوة التعاون بين البلدين، حيث استجاب المغرب بسرعة لطلب الجارة الإسبانية، مما مكن من إعادة التيار إلى منطقة الأندلس عبر تدفق كهربائي مؤقت.

هذا التدخل لم يكن مجرد عملية تقنية، بل حمل رسالة إنسانية قوية تعكس التضامن بين الدولتين، خاصة في ظل العلاقات التاريخية التي تجمعهما.

وفي هذا السياق، أشاد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في تصريحاته الصحفية بدور المغرب، والتي لم تكن مجرد اعتراف بالمساعدة الفنية، بل تأكيدًا على عمق الشراكة التي تربط البلدين في مواجهة التحديات المشتركة.

وعلى المستوى الاقتصادي، يعد الربط الكهربائي بين المغرب وإسبانيا جزءًا من شبكة أوسع للتعاون الطاقي الذي يشمل مشاريع مشتركة في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر.

فمشروع “ريمو”، الذي يربط بين ضفتي مضيق جبل طارق بقدرة تبادلية تصل إلى 1400 ميغاواط، ليس فقط أداة لمواجهة الطوارئ، بل أيضًا ركيزة للتكامل الاقتصادي الطويل الأمد.

هذا المشروع يعكس الرؤية المشتركة للبلدين في تحويل منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى فضاء للتعاون الطاقي، حيث يسعى المغرب إلى أن يصبح مركزًا إقليميًا لتصدير الطاقة الخضراء إلى أوروبا، بينما تعتمد إسبانيا على هذا التعاون لتعزيز أمنها الطاقي.

أما على الصعيد الإنساني، فإن هذه الأزمة كشفت عن مدى الاعتماد المتبادل بين البلدين، ليس فقط في مجال الطاقة، بل أيضًا في مجالات أخرى مثل الهجرة والأمن والاستثمار.

فإسبانيا تعترف بدور المغرب المحوري في تدبير تدفقات الهجرة غير النظامية، حيث يشكل التعاون بين البلدين نموذجًا يُحتذى به في إدارة الأزمات الإنسانية.

كما أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا تشهد تطورًا ملحوظًا، حيث تعد إسبانيا ثالث أكبر مستثمر في المغرب، مع توقعات باستثمارات تصل إلى 45 مليار يورو بحلول عام 2050، خاصة في مشاريع البنية التحتية المرتبطة بكأس العالم 2030.

وبالتالي، فمساعدة المغرب لإسبانيا خلال أزمة الكهرباء لم تكن مجرد رد فعل طارئ، بل تجسيدًا لشراكة استراتيجية تعتمد على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة.

هذه الشراكة، التي تجمع بين الأبعاد الاقتصادية والإنسانية، تضع المغرب وإسبانيا في قلب ديناميكية إقليمية تهدف إلى تحقيق الاستقرار والازدهار المشترك، ليس فقط على مستوى الضفتين المتوسطيتين، بل أيضًا في إطار أوسع يشمل أوروبا وأفريقيا.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة