احتضنت منطقة تارودانت الشمالية فعاليات اختتام مشروع “تارودانت التضامن”، الذي أطلق استجابة للحاجيات المستعجلة لساكنة الدواوير المتضررة من زلزال 8 شتنبر 2023. وأكدت عائشة السمساكي، فاعلة مدنية، أن الزلزال رغم قوته، يعتبر بسيطًا مقارنة مع الزلازل السابقة التي عرفتها مناطق الأطلس الكبير، مشددة على أن التدخل تم بمنهجية حقوقية وإنسانية وتشاركية.
المشروع، الذي دام أكثر من سنة ونصف، مر بعدة محطات رئيسية. المرحلة الأولى ركزت على التدخل الاستعجالي عبر توزيع المواد الغذائية الأساسية والخضر والفواكه ومستلزمات النظافة. تلتها مرحلة تمكين النساء اقتصادياً عبر تأسيس تعاونيات وبناء حمامات ومراحيض لتلبية الحاجيات الأساسية في مجالي الماء والنظافة.
عبد الرحيم الضريف، من ساكنة تارودانت، أثنى على دعم جمعية “صوت نساء مغربيات” ومنظمة “أوكسفام”، معتبراً إياه دعماً مادياً ومعنوياً غير مسبوق. وأوضح أن المبادرة لم تقتصر على توزيع المؤن، بل شملت أيضاً توفير قسائم شراء لتمكين النساء من قضاء احتياجاتهن بأنفسهن، مما ساهم في تحسين حالتهن النفسية. كما جرى بناء ستة حمامات، وتنظيم جلسات دعم نفسي مجاني بإشراف أطباء مختصين.
ورغم المجهودات المبذولة، أشار خالد العيوض، أستاذ باحث، إلى أن العرائض التي رفعت إلى الجماعات المحلية والسلطات الإقليمية بخصوص وضعية المتضررين لم تلقَ أي تجاوب يُذكر. وانتقد بشدة مطالبة بعض السلطات المحلية السكان بإزالة الخيام رغم انهيار منازلهم بالكامل، دون توفير بدائل سكنية حقيقية.
وأكد العيوض على الحاجة الملحة لتشكيل لجان لتقصي الحقائق ميدانياً لتقييم الأضرار بدقة، مشيراً إلى وجود حالات استفادت جزئياً رغم تعرض منازلها لانهيار كلي، في مخالفة للتعليمات الملكية التي تنص على صرف 140 ألف درهم للمتضررين كلياً و80 ألف درهم للمتضررين جزئياً.
وشهد المشروع أيضاً دورات تكوينية لفائدة الجمعيات المحلية لتعزيز قدراتها الإدارية والمالية، بالإضافة إلى برامج دعم نفسي مستمر ومرافقة فردية للنساء. وفي إطار التمكين الاقتصادي، استفادت 153 امرأة من مشاريع تربية الماشية، عبر تزويدهن بسلالات مختارة من الأغنام، وبناء حظائر مجهزة، وتنظيم تكوينات فلاحية متخصصة.
واختُتم اليوم الدراسي بالتأكيد على أهمية تبادل الخبرات في إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية، وضرورة اعتماد مقاربة حقوقية وإنسانية في التعامل مع الكوارث، مع إيلاء اهتمام خاص بوضعية النساء في المجتمعات القروية المتضررة.