قال الطفل محمد ريان بوهندة، أحد المشاركين في تحدي القراءة العربي، إن تجربته في هذا المسار شكلت بالنسبة له بوابة لاكتشاف الذات والتمسك بحلم التأليف، رغم الصعوبات التي يواجهها أطفال مثله في الطباعة والنشر. وأكد ريان، الذي يدرس في المستوى السادس ابتدائي، أن والدته، وهي أستاذة متقاعدة، تدعمه دراسيًا، فيما يمده عمه، محمد بوهندة، الذي اشتغل سابقًا في المديرية العامة للأمن الوطني، بمعلومات عن المغرب وتاريخه ومؤسساته.
وأشار إلى أن مشاركته في تحدي القراءة المحلي، رفقة شقيقته خلود، كانت مليئة بالتحديات، خاصة مع ضغط الوقت وكثرة المشاركين، لكنه يعتبر الكتاب “صديق الذات”، ويحث الأطفال على التمسك به، قائلًا: “الكتاب يمنحك القوة والتمكن، وصفحة واحدة منه تعني الكثير”.
وعن طموحاته، قال ريان إنه يحلم بأن يصبح شرطيًا، لكنه في الوقت نفسه يعشق الكتابة والتأليف، ويعمل على مشاريع أدبية متنوعة، من بينها كتاب حول الحربين العالميتين الأولى والثانية، وآخر عن التراث العربي، بطلب من جهة ثقافية من دولة الإمارات، وكتاب ثالث عن القدس بطلب من مؤسسة ثقافية من حي الرياض. كما أشار إلى أنه شرع في كتابة قصة مغامرات بعنوان “العالم الشجاع”، ويعمل على تطوير سيناريوهات مستوحاة من التاريخ الإسلامي والعربي.
ريان، الذي يمارس أيضًا رياضة كرة الطاولة رغم إصابته على مستوى الكاحل، تحدث بأسى عن تجربته مع دور النشر، إذ واجه مواقف وصفها بـ”المحبطة” بسبب ضعف الاهتمام بالمؤلفين الصغار، واشتراط الأداء المسبق لطباعة أي مؤلف. لكنه عبّر عن امتنانه لبعض المؤسسات التي تدعمه، مثل “دار المعرفة”، و”مكتبة السلام”، و”إفريقيا الشرق”، التي وعدته بنشر مجموعته القصصية “المنقذة”.
وختم ريان تصريحه بدعوة الأطفال إلى العودة للكتاب، وعدم الانصياع الكامل للعالم الرقمي، مؤكدًا أن القراءة تمنح الطفل تفوقًا داخليًا وفكريًا، وهي السبيل لمعرفة التاريخ، والهوية، والتقاليد. كما عبّر عن اهتمامه الكبير بالتراث المغربي، من اللباس التقليدي إلى الفروسية والطبخ، مشيرًا إلى أنه يعمل على تأليف نص يعرّف فيه بالشخصية الأمازيغية وأعرافها.