جرى بميناء الوطية بإقليم طانطان، يوم الأربعاء المنصرم، توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين مؤسسة المغرب الأزرق والشركة الإماراتية المغربية لصناعة السفن، تهدف إلى تدريب وتأهيل شباب المنطقة في تقنيات صناعة السفن من مادة البولستيرين.
وصرح حاميد حليم، رئيس مؤسسة المغرب الأزرق، أن هذه المبادرة تندرج ضمن سياقات متعددة الأبعاد، حيث تعكس متانة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والإمارات، وتسهم في تعزيز الجهود البيئية للمحافظة على المحيطات والحد من الانبعاثات الكربونية، فضلاً عن تماشيها مع التوجيهات الملكية لتنمية الاقتصاد الأزرق بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأضاف حليم أن هذا المشروع يأتي في إطار مبادرة “المركب الأخضر” التي أطلقتها المؤسسة خلال معرض “أليوتيس” عام 2023، والتي تستهدف تحويل وحدات الصيد التقليدية إلى وسائط صديقة للبيئة باعتماد تقنيات حديثة في الصناعة.
من جهته، أكد صلاح المرزوقي، الرئيس المدير العام للشركة الإماراتية المغربية لصناعة السفن، أن هذه المبادرة تعكس التوجهات الاستراتيجية لإعلان الشراكة الموقّع بين قيادتي البلدين في ديسمبر 2023 بأبوظبي، مشدداً على التزام الشركة بوضع كافة إمكانياتها اللوجستية والتقنية رهن إشارة المؤسسة لضمان نجاح هذا البرنامج التكويني.
وتهدف الاتفاقية بشكل أساسي إلى توفير عرض تكويني متكامل لفائدة شباب المنطقة في مجال صناعة البولستيرين واستعمالاته، وذلك لتأهيلهم لولوج سوق الشغل، خاصة في ظل النقص الملحوظ في اليد العاملة المؤهلة محلياً في هذا المجال الحيوي.
واختُتم الحفل بزيارة تفقدية قام بها باشا مدينة الوطية والوفد المرافق له لورش الشركة، حيث اطلعوا عن قرب على التقنيات المستعملة وخطوط الإنتاج في مجال صناعة السفن من مادة البولستيرين.
ويُنتظر أن تساهم هذه الشراكة في خلق فرص عمل جديدة للشباب المحلي وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة بالمنطقة، مع المساهمة في الحفاظ على البيئة البحرية من خلال اعتماد تقنيات صديقة للبيئة في قطاع صناعة السفن.
للإشارة، فقد أشرف على مراسيم التوقيع المحجوب دفعي، باشا مدينة الوطية، بحضور ممثلين عن عدد من المصالح الخارجية وغرفة التجارة والصناعة والخدمات، إلى جانب فاعلين اقتصاديين في قطاع الصيد البحري وصناعات السمك والتسويق، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني ووسائل الإعلام.