طالبت رابطة متخصصي الصحة النفسية والعقلية بالمغرب من أمين التهراوي وزير الصحة والحماية الاعتراف بعلماء النفس ودور المعالجين النفسيين ضمن منظومة الصحة النفسية الوطنية.
ويأتي طلب الرابطة هذا ضمن المخطط الوطني الخاص بالصحة النفسية والعقلية، وكذا للحد من اللجوء للدجل والمشعوذين، مبرزة أنها تلقت إعلان وزير الصحة بعد تقديمه أمام أنظار المؤسسة التشريعية بالبرلمان، وذلك في إطار تفعيل المخطط الاستراتيجي الوطني المتعدد القطاعات للصحة العقلية 2030، “تلقت”،بارتياح.
وأضاف المصدر ذاته أن متخصصين في علم النفس بجميع فروعه وتخصصاته إضافة إلى أطباء نفسانيين ومتخصصين في الصحة النفسية والعقلية، تفاعلوا مع هذا الإعلان الرسمي الذي صدر عن الوزير بإيجابية كبيرة وأن هؤلاء الأطر يهتمون بهذه المبادرة.
هذا وكشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، عن أبرز التحديات التي يواجهها قطاع الصحة النفسية في المغرب، والتي تؤثر بشكل كبير على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وتتمثل أبرز هذه التحديات في النقص الكبير في البنيات التحتية المخصصة للصحة النفسية، بالإضافة إلى محدودية الخدمات المتخصصة وضعف الوصول إليها من قبل المواطنين.
وفي السياق ذاته، أشار وزير الصحة والحماية الإجتماعية، إلى نقص الموارد البشرية المؤهلة في هذا المجال، مقارنةً مع الطلب المتزايد على هذه الخدمات.
وأثناء حديثه أمام مجلس النواب، أكد الوزير أمين التهراوي، أنه رغم هذه الصعوبات، حقق المغرب تقدمًا ملموسًا في مجال الصحة النفسية. وأوضح أن المملكة تحتوي على مستشفى واحد للأمراض النفسية بسعة 1358 سريرًا، بالإضافة إلى وجود 989 سريرًا في المصالح الطبية النفسية في المستشفيات العمومية.
كما أضاف وزير الصحة أن هناك مصالح لطب الإدمان تحتوي على 46 سريرًا، فضلاً عن 26 مركزًا متخصصًا في معالجة الإدمان. وتم دمج العيادات النفسية في 83 مؤسسة صحية أولية لتقريب هذه الخدمات من المواطنين.
وفيما يتعلق بالموارد البشرية، أشار الوزير التهراوي إلى أن القطاع يضم 655 طبيبًا نفسيًا في القطاعين العام والخاص، إلى جانب 1700 ممرض متخصص في الصحة النفسية. ولفت إلى أنه في عام 2023، تم تقديم الرعاية لـ 250 ألفًا و624 مريضًا في مجال الصحة النفسية، من خلال منهجية طبية نفسية واجتماعية.
وأختتم أمين التهراوي وزير الصحة والحماية الإجتماعية، حديثه مؤكدًا على الحاجة الملحة لإجراءات أعمق لبناء منظومة صحية نفسية متكاملة تواكب التحديات الحالية وتلبي احتياجات المواطنين في هذا المجال.
ويشار إلى أن سعد الدين العثماني الطبيب النفسي ورئيس الحكومة السابق، كان قد أكد على أهمية التوازن بين العلاج النفسي المستند إلى الأساليب العلمية المعاصرة والاستفادة من القيم الروحية التي يقدمها الدين الإسلامي، مشيرًا إلى الآية الكريمة: “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”، التي تدعو إلى الرجوع إلى المتخصصين في مختلف المجالات، بما في ذلك الطب النفسي.
