تمكنت مصالح الأمن الوطني، بتنسيق وثيق مع إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، صباح اليوم الثلاثاء 6 ماي 2025، من إحباط عملية نوعية لتهريب شحنة ضخمة من مخدر الكوكايين، وذلك في إطار عملية أمنية مشتركة جرت أطوارها بميناء طنجة المتوسط، أحد أهم المنافذ البحرية للمملكة.
وبحسب مصادر أمنية، فقد أسفرت هذه العملية عن حجز 514 كيلوغراماً من الكوكايين عالي التركيز، كانت مدسوسة بإحكام داخل حاوية محملة بمادة الفحم، وهي إحدى ثلاث حاويات تم إخضاعها لتفتيش دقيق بعد توصل الأجهزة المختصة بمعلومات عملياتية دقيقة وفرتها مصالح الجمارك. وقد تبين أن هذه الحاويات انطلقت من أحد الموانئ بأمريكا الجنوبية، وكانت موجهة نحو ميناء بدولة بلجيكا، مروراً بميناء طنجة المتوسط، حيث تم توقيفها وإخضاعها لإجراءات التفتيش المتقدمة.
ويشير مصدر مطلع إلى أن هذه الشحنة تم تهريبها ضمن آليات معقدة للإخفاء والتمويه داخل مواد الفحم، في محاولة لتفادي تقنيات المراقبة الجمركية والأمنية، غير أن يقظة العناصر المكلفة بالمراقبة والتفتيش مكنت من رصدها وإيقافها قبل مغادرتها التراب الوطني.
وقد تم تكليف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بفتح تحقيق شامل في هذه القضية، تحت إشراف مباشر من النيابة العامة المختصة، وذلك من أجل تحديد كافة المتورطين المحتملين في هذه العملية، سواء داخل المغرب أو خارجه، ورصد امتدادات الشبكة الإجرامية المتورطة في تنظيم هذه العملية العابرة للحدود، بما يشمل تقاطعها مع شبكات دولية تنشط في تهريب المخدرات الصلبة نحو أوروبا.
وتأتي هذه العملية في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة المغربية في مجال مكافحة الجريمة المنظمة، ولا سيما تهريب المخدرات الصلبة عبر الموانئ التجارية، حيث يشكل ميناء طنجة المتوسط نقطة استراتيجية تستدعي يقظة أمنية دائمة بفعل كثافة حركته وشبكة الربط الدولية التي يوفرها.
وتجدر الإشارة إلى أن إحباط تهريب أكثر من نصف طن من الكوكايين يشكل ضربة موجعة لشبكات الاتجار الدولي في المخدرات، كما يعكس نجاعة المقاربة الأمنية المغربية القائمة على التكامل بين الأجهزة وتوظيف الوسائل التقنية والاستعلاماتية المتطورة، إلى جانب التنسيق متعدد المستويات مع شركاء دوليين لمواجهة هذه التهديدات المتصاعدة.
