القباج: مهنة الصحافة “لقيطة” وتتبنى أي واحد.. وهذا خطر
وضع الدكتور مروان القباج، الصحفي المهني والباحث المتخصص في صحافة الويب والذكاء الاصطناعي التوليدي، النقاط على الحروف فيما يتعلق بواقع الصحافة المغربية والتحديات التي تواجهها في عصر التحولات الرقمية المتسارعة.
القباج، الذي يتمتع بخبرة واسعة تمتد لأكثر من عقدين ونصف، يرى أن المهنة تمر بمرحلة دقيقة تتطلب إعادة تقييم شاملة للممارسات والمهارات، ومواكبة حقيقية للتطورات التكنولوجية.
يبدأ القباج حديثه من خلال حوار أجراه معه موقع “فبراير”، بالإشارة إلى مشكلة “الولوج العشوائي” إلى مهنة الصحافة، حيث يرى أن المجال يستقبل أفرادًا غير مؤهلين بالضرورة، ما يستدعي إعادة تأهيلهم وتدريبهم على أسس العمل الصحفي وأخلاقياته. ويؤكد أن التعامل مع صحفي متمرس يمتلك “لغة المهنة” الاحترافية يساهم في الحفاظ على كرامة الصحفي وقيمته، ويضمن حصوله على أجر عادل، ويعزز جودة المنتج الصحفي.
لا يخفي القباج استياءه من ممارسات بعض أرباب المؤسسات الإعلامية الذين يضغطون على الصحفيين لإنتاج محتوى جيد بأقل تكلفة ممكنة. ويعزو ذلك إلى وجود بدائل عديدة في السوق، ما يجعل الصحفي مضطرًا للقبول بشروط مجحفة. ويرى أن الحل يكمن في تقنين الولوج إلى المهنة وفرض شروط صارمة تضمن جودة الموارد البشرية.
يشدد القباج على أن ظهور الإنترنت في أواخر الثمانينات، والثورة الرقمية التي تلتها، أحدثت تحولات جذرية في مهنة الصحافة، بدءًا من طرق الإنتاج والتوزيع وصولًا إلى العلاقة مع الجمهور. ويشير إلى أن الجيل الثاني من الويب، الذي سمح للمستخدمين بإنتاج ومشاركة المحتوى، خلق منافسة غير متكافئة بين الصحفيين المهنيين والمواطنين الصحفيين.
يأسف القباج لتآكل مصداقية الصحافة بسبب انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة على الإنترنت، حيث يرى أن الجمهور يضع الصحفيين المهنيين وغير المهنيين في نفس السلة. ويعيب على الصحفيين المهنيين مقاومتهم للتغيير وعدم مواكبتهم للتطورات التكنولوجية، مثل استخدام الوسائط المتعددة والتقنيات الجديدة في الصحافة الرقمية.
في ختام حديثه، يدعو القباج إلى إعادة النظر في مفهوم “الصحفي المهني”، حيث يرى أن الصحفي الذي لا يواكب التطورات ويكتسب المهارات الجديدة لا يستحق هذا اللقب. ويؤكد على ضرورة أن تتكيف الصحافة المغربية مع متطلبات العصر الرقمي، وأن تستثمر في تطوير مهارات الصحفيين وتمكينهم من استخدام التقنيات الحديثة لإنتاج محتوى عالي الجودة يحافظ على المصداقية ويستعيد ثقة الجمهور.