سلا “تنفض غبار الرتابة” وتستقبل فن الشارع بمهرجان “حيطان”
احتضنت سلا فعاليات النسخة الأولى من مهرجان “حيطان” الدولي لفن الشارع، في إطار البرنامج الثقافي السنوي للمدينة، وذلك بتعاون وثيق مع جمعية سلا للثقافة والفنون. المهرجان، الذي يستجيب لتطلعات شباب سلا، يهدف إلى مواكبة العصر وتقديم صورة جديدة للمدينة التي تجمع بين عبق التاريخ ورونق الحداثة.
أكد عمر السنتيسي، رئيس مجلس جماعة سلا، أن المدينة الأولياء والمدينة العتيقة، تسعى لأن تكون مدينة عصرية، وأن هذا المهرجان يأتي ضمن جهود الجماعة لتلبية تطلعات شباب المدينة، مع الأخذ بعين الاعتبار موقعها الاستراتيجي بجوار العاصمة الرباط. ففي الوقت الذي تلعب فيه الرباط دور “مدينة الأنوار”، مضيفا أن “سلا تسعى لتكون المدخل الحيوي للمملكة، من خلال عمل مندمج يجمع بين البعد البيئي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي”.
ويعد برنامج “حيطان”، حسب المتحدث نفسه، أحد أبرز فعاليات المهرجان، حيث قامت لجنة متخصصة باختيار نخبة من الفنانين الدوليين والمغاربة الموهوبين، مع الحرص على إتاحة الفرصة للفنانين الشباب للتعبير عن إبداعاتهم. تميز البرنامج بالمرونة، حيث لم يتم تحديد مواضيع معينة، بل تم ترك المجال مفتوحًا أمام الفنانين لتقديم رؤيتهم الفنية الخاصة، بما يساهم في مكافحة التلوث البصري وتحويل المدينة إلى فضاء أكثر جاذبية وجمالًا.
يأتي مهرجان “حيطان” ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنظمها جماعة سلا، بما في ذلك مهرجان “صوار” والأنشطة الصيفية المتنوعة والفعاليات المسرحية والثقافية، تهدف هذه الأنشطة إلى تنشيط المشهد الثقافي في المدينة، مع إشراك المجتمع المدني وجمعياته المختلفة لضمان تفعيل دور كل طرف في النهوض بالمدينة. حسب المتحدث عينه.
ومن جهته أوضح محمد لطقي المريني، رئيس مؤسسة سلا للثقافة والفنون، أن سلا تتميز بمقومات سياحية هائلة، حيث تجمع بين البحر والطبيعة الخلابة والتراث التاريخي العريق. ففي الوقت الذي تشتهر فيه مراكش بساحة جامع الفنا، تمتلك سلا مقومات طبيعية وثقافية فريدة، مما يؤهلها لتحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي وخلق فرص عمل جديدة وتعزيز السياحة. وقد شهدت المدينة العتيقة، بفضل برنامج التأهيل الذي حظي بالرعاية الملكية، تحسنًا ملحوظًا في جاذبيتها السياحية، حيث ارتفعت أعداد الزوار الدوليين بشكل ملحوظ، كما بدأت الاستثمارات ودور الضيافة في الازدهار.
وأتاحت الدورة الأولى من مهرجان “حيطان” فرصة لساكنة سلا للتفاعل مع فنانين دوليين واكتشاف أعمال فنية فريدة من نوعها، كما تضمن المهرجان فعاليات أخرى، مثل تقديم الدليل الأول للفنانين التشكيليين السلاويين وتوقيع اتفاقيات شراكة مع مركز الخبرة التابع لليونسكو والمكتبة الصبيحية، مما يعزز مكانة سلا على الساحة الثقافية الدولية.
ويسعى القائمون على المهرجان إلى أن يكون “حيطان” إضافة نوعية للمدينة، وأن يساهم في تطوير المشهد الحضري وتحويل الواجهات الاسمنتية إلى لوحات فنية تعكس هوية المدينة وتاريخها. فمن خلال هذه اللمسة الفنية، تتطلع سلا إلى أن تكون مدينة جاذبة ومحفزة للإبداع، وأن تلعب دورًا رائدًا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة.
