مدربة تنمية ذاتية: كفوا عن تحويل البكالوريا إلى هاجس ثقيل يتربص بأبنائكم
مع اقتراب امتحانات البكالوريا، تعود إلى الواجهة هموم الأسر المغربية، محولة هذا الحدث التعليمي إلى هاجس ثقيل يرزح تحته التلاميذ والأولياء معًا.
قمر بن خالق، المدربة المعتمدة في التنمية الذاتية والتربية، تسلط الضوء على هذا الواقع، مشيرة إلى أن الضغط النفسي الذي يعيشه التلاميذ اليوم يتجاوز ما كان معهودًا في السنوات الماضية، فالأمر لم يعد يتعلق فقط بقيمة الشهادة، بل بتنافسية شرسة على المعدلات.
ففي ظل تزايد أعداد الخريجين وتنوع المسارات التعليمية، أصبح الحصول على معدل عالٍ ضرورة للالتحاق بالمعاهد والجامعات المرموقة، وهو ما يزيد من الضغط على التلاميذ ويدفعهم إلى بذل جهود مضاعفة. هذا الضغط يتفاقم بسبب انتشار الشائعات والأوهام بين التلاميذ حول صعوبة الامتحانات، ما يزيد من مخاوفهم ويؤثر سلبًا على ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على استرجاع المعلومات.
في هذا السياق، تشدد بن خالق على أهمية دور الأسرة، داعية أولياء الأمور إلى التحلي بالوعي والتحضر في التعامل مع أبنائهم، فالتكرار المفرط للتوصيات والنصائح، والخوف الزائد من النتيجة، قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويزيد من نفور المراهقين. لذلك، يجب أن يسود الحوار والتفاهم داخل الأسرة، مع الابتعاد عن الانتقاد والمحاسبة، وتوفير بيئة منزلية مستقرة وهادئة تساعد التلاميذ على التركيز والاستعداد الجيد للامتحانات.
وتؤكد بن خالق على أهمية الثقة في قدرات الأبناء ودعمهم معنويًا، مع تجنب المبالغة في الخوف والقلق، وتعليمهم كيفية التعامل مع الضغوط النفسية وإدارة التوتر، لكي يتمكنوا من اجتياز الامتحانات بهدوء وثقة. بالإضافة إلى ذلك، تنصح الأسر بالبدء في التفكير في مرحلة ما بعد البكالوريا، والبحث عن الخيارات المتاحة والمسارات التعليمية المناسبة لقدرات وميول أبنائهم.
وفي ختام حديثها، تدعو قمر بن خالق، مدربة تنمية ذاتية، إلى التفاؤل وعدم الاستسلام للتشاؤم، مؤكدة أن البكالوريا ليست نهاية المطاف، بل هي مجرد مرحلة في مسيرة حياة الأبناء، وشددت على أهمية دعمهم وتشجيعهم على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، بغض النظر عن النتيجة التي سيحصلون عليها في الامتحانات.
