قررت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري “الهاكا” حفظ الشكايات التي تقدم بها كل من حزب التقدم والاشتراكية، حزب الحركة الشعبية، وحزب العدالة والتنمية، بشأن الوصلة التلفزية المتعلقة بكأس العالم 2030 التي تبثها القنوات العمومية، معتبرة أن هذه المادة الإعلامية لا ترقى إلى مستوى الإشهار السياسي ولا تتضمن مضامين مخالفة للمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل.
ووفق ما أكدته مصادر من المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري “الهاكا”، فقد ناقش الشكايات خلال اجتماعه المنعقد في الثامن من ماي الجاري، وخلص إلى أن الوصلة لا تتضمن عناصر الإشهار كما هو منصوص عليها في المادة الثانية من القانون 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري، ولا تنطوي على أي مضمون ممنوع من الناحية السياسية، سواء بشكل صريح أو ضمني.
وأضافت الهيئة أن هذه الوصلة تهدف إلى تحفيز المواطنين على الانخراط في مشاريع ذات طابع وطني اجتماعي، دون أن تُنسب هذه المشاريع أو تربط بأي جهة حزبية أو حكومية.
وأكدت الهيئة أن المادة الإعلامية لا تتضمن رموزا أو شعارات أو عناصر بصرية أو صوتية تحيل على جهات سياسية محددة، بل إن النهاية تميزت بإبراز رمز المملكة المغربية، مما ينفي عنها أي صبغة دعائية.
وأوضح المجلس أيضا أن هذه المادة لا تمجد أي جهة حزبية ولا تروج لمواقف أيديولوجية أو مصالح اقتصادية، وهو ما يجعلها بعيدة عن الموانع المنصوص عليها في دفاتر التحملات الخاصة بالقنوات العمومية.
وفي الوقت ذاته، شدد المجلس على حرصه الدائم على ضمان مبدأ الإنصاف بين مختلف الفرقاء السياسيين، سواء في النشرات الإخبارية أو البرامج الحوارية المهتمة بالشأن العام، خارج الفترات الانتخابية، كما أكد التزامه بضمان الولوج العادل للأحزاب السياسية إلى وسائل الإعلام السمعي البصري خلال الاستحقاقات الانتخابية، وفق معايير موضوعية تأخذ بعين الاعتبار التمثيلية البرلمانية للأحزاب.
ويأتي قرار الهيئة في ظل جدل أثير بشأن مضمون الوصلة، حيث اعتبرت الأطراف المشتكية أنها تروّج لصورة الحكومة من خلال ربط استضافة المغرب لمونديال 2030 ببعض الإنجازات الاجتماعية، الأمر الذي نفته الهيئة بشكل قاطع بعد مراجعة محتوى المادة الإعلامية ومعايير إنتاجها وبثها.