قدمت قمر بن خالق، المدربة المتخصصة في التنمية الذاتية والتربية، مجموعة من الاستراتيجيات العملية للأسر والتلاميذ لمواجهة فترة الامتحانات، مشددة على أهمية الجانب النفسي والتحضير المتوازن كعاملين أساسيين للنجاح.
وأوضحت بن خالق، في تصريحات خاصة، أن الكثير من الطلاب يعانون من القلق والتوتر قبل الامتحانات، مؤكدة أن هذه المشاعر يمكن التغلب عليها من خلال منهجية واضحة تجمع بين دعم الأسرة والتحضير الجيد.
وشددت قمر بن خالق على دور الأسرة المحوري في تهيئة الأجواء المناسبة للمراجعة، قائلة: “على الآباء والأمهات تجنب التكرار المستمر للتوجيهات، وممارسة نوع من التغافل الإيجابي داخل البيت، مع الحرص على الحوار بصوت ونبرة هادئة.”
وأضافت: “علينا ألا نُظهر قلقنا الزائد أمام أبنائنا، فإذا لم يروا الطمأنينة في وجوهنا، فمن أين سيستمدونها؟ أبناؤنا يرون وجوهنا صباح يوم الامتحان، ويجب أن يذهبوا وهم مرتاحون نفسياً.”
ونصحت المدربة بالابتعاد عن الوصفات التقليدية كإعطاء العسل والزبيب وغيرها، واصفة إياها بـ”توصيات قديمة”، مؤكدة أن الأهم هو الجانب العاطفي والنفسي: “لو احتضنت ابنك أو ابنتك وقلت له عبارة ‘سير الله يرضى عليك’، فهذه الكلمة الشمولية تعزز الثقة لدى المراهق وتشعره بالرضا.”
وجهت بن خالق رسالة مباشرة للطلاب حول كيفية التغلب على الخوف قبل الامتحانات، موضحة أن “الخوف ظاهرة صحية في الدقائق الأولى، ولكن للتخفيف منه يجب المراجعة بشكل يومي.”
وقالت: “التكرار يعلم الشطار، والطالب الذي يشعر بالخوف الزائد عليه مراجعة نفسه والتساؤل إن كان قد درس بشكل جدي أم لا.”
وشددت على أهمية متابعة الدروس وطرح الأسئلة على الأساتذة دون خجل، قائلة: “الأساتذة ينتظرون أسئلتكم، خاصة في المواد التي تشعرون بالضعف فيها، فلا تخجلوا من السؤال.”
نصحت بن خالق الطلاب بالتركيز على نقاط الضعف وليس نقاط القوة خلال المراجعة، قائلة: “لا تراجع نقاط القوة، بل ابحث عن نقاط الضعف لديك، واسأل زملاءك أو أستاذك.”
وأشادت بالموارد التعليمية المتاحة عبر الإنترنت، خاصة منصة يوتيوب، مضيفة: “الأساتذة تبارك الله عليهم أصبح لكل منهم قناة يشرح فيها بالتفصيل الممل، مما يسهل الوصول إلى المعلومة بنقرة زر.”
وحذرت من الانشغال بالهاتف للترفيه ومواقع التواصل الاجتماعي في فترة الامتحانات، مشيرة إلى أن الكثير من الطلاب “يصابون بالملل ويلجؤون للنوم أو اللعب مع الأصدقاء، متهربين من مواجهة الامتحانات.”
ووجهت بن خالق رسالة تحفيزية للطلاب قائلة: “واجه الحياة، فما زالت أمامك، والامتحان جزء منها. المدرسة هي مهنتك الحالية، وإذا لم تستطع مواجهة الامتحان الآن، فكيف سنثق بك لتحمل المسؤولية في المستقبل؟”
وأكدت: “الله لا يضيع جهد أحد، فقط ادرس وستجد النتائج.”
شددت المدربة على أهمية اختيار الأوقات المناسبة للمراجعة، رافضة فكرة السهر طوال الليل، وقالت: “أفضل أوقات المراجعة هي ما بين المغرب والعشاء، ولا داعي لما يسمى بالليالي البيضاء، فهي خرافة.”
وأوضحت أن “الله عز وجل لم يخلق النوم عبثاً، بل جعل النهار للعمل والليل للنوم. النوم يساعد الدماغ على ترتيب المعلومات التي تمت مراجعتها، وعند الامتحان يتم استرجاعها.”
ونصحت الطلاب بتجربة الاستيقاظ مبكراً، خاصة وقت الفجر، موضحة: “في هذا الوقت تجد هدوءاً تاماً، والمعلومة ترسخ بشكل أفضل، خاصة للطلاب الذين يدرسون في مساحات صغيرة أو بيئات مزدحمة.”
وختمت بن خالق تصريحاتها بتمنياتها للطلاب بالتوفيق والنجاح، وبدعوة للأسر للوقوف إلى جانب أبنائهم في هذه الفترة الحرجة من حياتهم الدراسية.