أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن الصحراء مغربية بالتاريخ، وبالشرعية القانونية، وبالإرادة الحرة لسكانها، داعيًا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بهذه الحقيقة وبناء مستقبل مشترك يسوده السلام والاستقرار والتعاون في المنطقة المغاربية وفي القارة الإفريقية ككل.
وجاءت تصريحات هلال خلال مداخلته في الندوة الإقليمية للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة، المنعقدة من 21 إلى 23 ماي الجاري بمدينة ديلي بجمهورية تيمور الشرقية، والتي خُصصت لبحث تطورات قضية الصحراء المغربية.
واستنكر السفير المغربي استمرار المناورات التي تقودها الجزائر لعرقلة المسار السياسي الأممي، رغم ادعائها الحياد، مشيرًا إلى أنها “تستضيف، وتسلّح، وتموّل، وتدعم دبلوماسيًا جبهة البوليساريو”، وتصرّ على تبني مواقف متصلبة تزعزع الاستقرار في المنطقة.
وأشار هلال إلى أن المغرب، منذ انضمامه إلى الأمم المتحدة، بادر إلى اتخاذ خطوات لاسترجاع أقاليمه الجنوبية، والتي تُوجت بتوقيع اتفاق مدريد في نوفمبر 1975، وهو الاتفاق الذي أخذت به الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 3458B. وأوضح أن النزاع حول الصحراء تحول، بعد تأسيس الجزائر للجبهة الانفصالية، إلى قضية أمن إقليمي، وهو ما برّر إدراجها ضمن جدول أعمال مجلس الأمن تحت الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد السفير أن مجلس الأمن الدولي استبعد بشكل نهائي خيار “الاستفتاء”، بعدما اعتبره الأمين العام السابق للأمم المتحدة غير قابل للتنفيذ وفق تقريره الصادر سنة 2000، ما فتح الباب أمام البحث عن حل سياسي واقعي، متوافق عليه، ويحترم وحدة أراضي المملكة المغربية.
وأشار هلال إلى أن التحول النوعي في تعاطي الأمم المتحدة مع الملف يعكس إرادة المنتظم الدولي في تجاوز المقاربات التقليدية الجامدة، واعتماد مقاربة حديثة تنسجم مع المستجدات الواقعية والقانونية.
وأكد أن مبادرة الحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب سنة 2007، أصبحت الإطار المرجعي الوحيد المطروح بشكل جدي وذي مصداقية لحل النزاع، حيث تقترح منح سكان الصحراء المغربية صلاحيات واسعة في تدبير شؤونهم المحلية ضمن سيادة المملكة ووحدتها الترابية، مبرزًا أنها تلقى دعمًا دوليًا واسعًا، ترجمته افتتاح أكثر من 30 قنصلية عامة في مدينتي العيون والداخلة، وسحب الاعترافات بالجمهورية الوهمية من قبل أكثر من 116 دولة حول العالم.
