دراسة أمريكية تكشف عن فوائد مذهلة للكافيين في الحفاظ على صحة الجسم والعقل مع تقدم العمر
كشفت دراسة علمية أمريكية حديثة، أجراها فريق بحثي مشترك من جامعتي هارفارد وتافتس المرموقتين، أن فنجان القهوة الصباحي قد يكون أكثر من مجرد منبه لبدء اليوم، بل قد يحمل في طياته سراً للحفاظ على صحة الجسم والعقل مع تقدمنا في العمر. وأظهرت النتائج أن النساء اللاتي اعتدن على تناول القهوة المحتوية على الكافيين في منتصف العمر، كن أقل عرضة للإصابة بمجموعة واسعة من الأمراض المزمنة بحلول سن السبعين.
اعتمدت الدراسة، التي استمرت على مدار ثلاثة عقود كاملة، على تحليل بيانات ضخمة شملت ما يقرب من 50 ألف امرأة. وطُلب من المشاركات ملء استبيانات دورية حول عاداتهن الغذائية، بما في ذلك استهلاكهن لمختلف المشروبات مثل القهوة بنوعيها (المحتوية على الكافيين ومنزوعة الكافيين)، والشاي، والمشروبات الغازية. وتمت متابعة حالتهن الصحية عن كثب حتى بلوغهن سن السبعين وما بعده.
وقام الباحثون بتقييم الحالة الصحية العامة للمشاركات بناءً على معايير متعددة، شملت عدم الإصابة بـ 11 مرضاً مزمناً شائعاً، والحفاظ على وظائف حيوية جيدة، والتمتع بحالة نفسية مستقرة، بالإضافة إلى عدم تدهور الوظائف المعرفية أو الذاكرة.
أشارت النتائج بشكل لافت إلى أن متوسط استهلاك الكافيين لدى المشاركات في الدراسة بلغ حوالي 315 ملليغرام يومياً، وهو ما يعادل تقريباً فنجاناً كبيراً ونصف فنجان من القهوة. والمثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن تناول كمية إضافية من القهوة الغنية بالكافيين فوق هذا المعدل اليومي ارتبط بزيادة فرص التمتع بصحة أفضل بعد مرور عقود.
في المقابل، لم تكشف الدراسة عن أي فائدة صحية ملموسة لتناول القهوة منزوعة الكافيين. والأكثر إثارة للقلق، أوضحت البيانات أن تناول المشروبات الغازية التي تحتوي على الصودا أدى إلى تقليل فرص التمتع بصحة جيدة في مرحلة الكبر بنسبة تصل إلى 26%.
وعلى الرغم من هذه النتائج المشجعة، نقل الموقع الإلكتروني “هيلث داي” عن الباحثين القائمين على الدراسة تأكيدهم على أن هذه النتائج ما زالت في مراحلها الأولية. وأضافوا: “إن تناول القهوة باعتدال ينطوي على فوائد وقائية للجسم، إذا ما اقترن بسلوكيات صحية أخرى مثل ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول وجبات صحية ومتوازنة، والامتناع التام عن التدخين”.
ويبدو أن فنجان القهوة الصباحي، عند تناوله باعتدال وضمن نمط حياة صحي، قد يكون حليفاً قوياً في رحلتنا نحو شيخوخة أكثر صحة وحيوية.