لم تقتصر فرحة المنتخب الوطني المغربي مساء أول أمس على الفوز في مباراته الودية أمام منتخب البنين، بل امتدت لتشمل لفتة إنسانية لاقت استحساناً واسعاً، وذلك عقب استضافتهم لمجموعة من الأطفال والشباب من ذوي التثلث الصبغي، والذين يُعرفون بـ “الكنوز”.
فمباشرة بعد انتهاء المباراة التي أقيمت على أرضية الملعب الكبير بفاس، تحوّل فضاء الملعب إلى مسرح للحظات إنسانية دافئة، حيث التقى لاعبو المنتخب الوطني وأعضاء طاقمه الفني بوفد من “جمعية كنوز 21” وأوليائهم، في مبادرة نُظمت بدعوة خاصة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وكان “الكنوز” القادمون من مدينتي الرباط والدار البيضاء قد عاشوا فرحة مزدوجة، إذ تابعوا المباراة من المدرجات في أجواء حماسية، وزادت بهجتهم مع تسجيل هدف الفوز الذي وقّعه اللاعب أيوب الكعبي، قبل أن تتوج أمسيتهم بلقاء مباشر مع نجومهم المفضلين.
وفي هذا السياق، صرحت نزهة العراقي، رئيسة الجمعية المغربية لكنوز 21، بأن الهدف من هذه المبادرة هو “إدخال الفرحة إلى قلوب هؤلاء الأشخاص وزرع روح المواطنة فيهم، والتعريف بهم وبقدراتهم لدى المجتمع”.
وأضافت العراقي مؤكدةً على الرسالة العميقة لهذه الفئة: “معاشرة هؤلاء الأشخاص تظهر لنا حقاً بأنهم كنوز حقيقيون، لأنهم يعلموننا يومياً أسمى دروس الحياة. لذلك، لابد من تغيير نظرة المجتمع تجاههم، لأنه في الاختلاف غنى، ولأنهم يتمتعون بقدرات هائلة، وهم قادرون على أن يكونوا فاعلين في هذا المجتمع”.
وتأتي هذه الخطوة، بحسب الجمعية، في إطار دينامية وطنية تسعى لتعزيز الاندماج والاعتراف بالتنوع، مستثمرةً الفعاليات الرياضية الكبرى لتسليط الضوء على أهمية الرؤية الإيجابية للأشخاص حاملي التثلث الصبغي، وتأكيداً على قيم الانفتاح والتضامن في الرياضة الوطنية.
يُشار إلى أن “الجمعية المغربية لكنوز 21” تأسست بمبادرة من أمهات لأشخاص حاملين للتثلث الصبغي من مختلف مدن المغرب، وتعمل على دعم هذه الفئة والدفاع عن حقوقها في الصحة والتعليم والدمج المجتمعي، بهدف منحهم المكانة التي يستحقونها داخل المجتمع.
