الرئيسية / دولي / المغرب وجهة مفضلة للبريطانيين.. مزيج من التوفير والجودة يعيد تشكيل خريطة السياحة

المغرب وجهة مفضلة للبريطانيين.. مزيج من التوفير والجودة يعيد تشكيل خريطة السياحة

المغرب
دولي
فبراير.كوم 14 يونيو 2025 - 20:00
A+ / A-

تشهد خيارات السياح البريطانيين تحولا ملحوظا في الآونة الأخيرة، حيث تتجه بوصلتهم بشكل متزايد نحو دول شمال إفريقيا، وعلى رأسها المغرب وتونس ومصر. هذا التوجه الجديد، الذي يأتي مدفوعاً بالبحث عن التوفير دون التنازل عن جودة الخدمات، يعكس إعادة تشكيل لأولويات المسافر البريطاني في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية الراهنة.

ووفقاً لتقارير حديثة صادرة عن منصتي السفر العالميتين TUI وBooking.com، فقد تبوأ المغرب مكانة بارزة ضمن أبرز ثلاث وجهات سياحية مفضلة لدى البريطانيين. ويعود هذا التفضيل بشكل أساسي إلى كلفته المنخفضة مقارنة بالوجهات الأوروبية التقليدية كإسبانيا وفرنسا وإيطاليا، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من جودة الإقامة والخدمات المقدمة، وهو ما يمثل معادلة جاذبة للسائح الباحث عن القيمة.

وفي هذا السياق، أبرزت صحيفة “The Sun” البريطانية أن الإقبال المتزايد على المغرب لا يعكس مجرد تغيير عابر، بل تحولاً عميقاً في أولويات السياح البريطانيين. فلم يعد التركيز منصباً فقط على الوجهات الأوروبية المعتادة، بل امتد ليشمل البحث عن تجربة سفر متكاملة توازن بذكاء بين الغنى الثقافي والتاريخي والتكلفة المناسبة.

وقد أكدت مؤشرات الحجوزات الموسمية، لاسيما خلال فصلي الشتاء والربيع، هذا التصاعد اللافت في استقطاب مدن مغربية عريقة مثل مراكش وأكادير وفاس، التي تتميز بطابعها التاريخي الفريد، وأجوائها المشمسة، وخدماتها السياحية ذات الأسعار التنافسية. هذا التنوع في العرض السياحي جعل من المغرب وجهة مفضلة لشرائح واسعة من الزوار، بدءًا من الشباب المتطلعين إلى المغامرة والاكتشاف، وصولًا إلى المتقاعدين الباحثين عن سكينة مناخية وثقافية.

وقد أشارت “The Sun” أيضاً إلى أن شركات الطيران والسفر الكبرى، وفي مقدمتها TUI، استجابت بفعالية لهذا الطلب المتزايد من السوق البريطانية، حيث كثفت من عروضها الموجهة نحو وجهات شمال إفريقيا، وفي طليعتها المغرب. وإلى جانب العوامل الاقتصادية الحاسمة، يبرز عنصر الأمان والاستقرار السياسي الذي يتميز به المغرب مقارنة بعدد من المناطق الأخرى، مما يعزز صورته كوجهة مريحة وآمنة. كما ساهمت التحسينات المتلاحقة في البنية التحتية السياحية، من مطارات حديثة وفنادق متنوعة وشبكات نقل متطورة، في تسهيل تجربة الوصول إلى المملكة وجعلها أكثر مرونة وجودة في نظر الزوار الدوليين.

من جانبهم، يرى عدد من الفاعلين في القطاع السياحي المغربي أن هذا التوجه المتنامي لدى السياح البريطانيين نحو المملكة يشكل فرصة استراتيجية ثمينة ينبغي استثمارها بفعالية وذكاء. ويتمثل ذلك، حسب رأيهم، في ضرورة تعزيز الحضور الرقمي للوجهات السياحية المغربية داخل السوق البريطانية، وتكثيف أواصر التعاون مع وكالات الأسفار الأوروبية الكبرى.

كما يشدد هؤلاء المتخصصون على أن الحفاظ على تنافسية الأسعار، مقرونًا بتحسين مستمر في جودة الخدمات المقدمة، يظل العامل الحاسم لضمان استدامة هذا الإقبال، ولاسيما في سياق عالمي يشهد تقلبات اقتصادية تدفع السياح إلى إعادة النظر في أولوياتهم وتوجهاتهم الاستهلاكية.

أمام هذا الزخم السياحي المتزايد، يبرز المغرب كوجهة دولية واعدة، لا تقتصر جاذبيتها على السياحة الموسمية فحسب، بل تنفتح على آفاق نموذج سياحي متكامل ومستدام. ولترسيخ هذا المنجز وتطويره، يوصي مهنيو القطاع والخبراء في التسويق السياحي بضرورة تبني المكتب الوطني المغربي للسياحة لسياسة ترويجية ذكية ومبتكرة، توجه خصيصًا إلى الأسواق الأوروبية الصاعدة، مع تركيز خاص على استقطاب فئتي الشباب والعائلات. كما تُدعى وزارة السياحة إلى مواصلة دعم توجهات السياحة المستدامة التي تراعي الخصوصيات الثقافية المحلية وتحمي الموارد البيئية، بما يضمن تجربة أصيلة وثرية للزائر، ويؤمن نموًا متوازنًا ومتينًا للقطاع على المدى البعيد.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة