في إطار جهود التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية، أطلقت إحدى الجمعيات البيئية المتخصصة، بمدينة العيون، و بشراكة مع المدرسة الإسبانية لاباس “LA PAZ”، مبادرة توعوية واسعة النطاق استهدفت تلاميذ المؤسسة.
وأشرفت على هذه المبادرة نورة الركيبي، واستفاد منها 250 تلميذاً وتلميذة عبر سلسلة من الورشات العلمية والتفاعلية والإبداعية.
وفي تصريح لها لموقع “فبراير”، أوضحت المتحدثة أن الأنشطة شملت ورشة عملية لتدوير النفايات، حيث نجح المشاركون في إعادة تدوير طن ونصف من المواد البلاستيكية والكرتونية، محولين إياها إلى مواد قابلة للاستعمال مجدداً.
وكان الاكتشاف العلمي الأبرز هو إتاحة الفرصة للتلاميذ لمراقبة عينات حقيقية عبر المجهر، حيث اكتشفوا لأول مرة وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة، المعروفة بـ”الميكروبلاستيك”. هذه البقايا الصغيرة، غير المرئية بالعين المجردة، والتي تنتج عن تفتت البلاستيك في البيئة، أثارت دهشة التلاميذ وفضولهم، خاصة بعد تلقيهم شرحاً مبسطاً حول أماكن وجود هذه الجزيئات، من المياه إلى الكائنات البحرية، وحتى تسللها إلى السلسلة الغذائية البشرية.
ولتعزيز الجانب العاطفي والمعرفي، تضيف المتحدثة، قُدمت فقرة سردية تربوية تمثلت في قصة تفاعلية مشوقة جسدت حياة كائنات بحرية تتأثر سلباً بهذه الملوثات الدقيقة.
وتفاعل التلاميذ بحماس مع القصة، مقترحين حلولاً لإنقاذ هذه الكائنات، مما عزز وعيهم بأبعاد المشكلة. كما تضمنت المبادرة ورشات فنية ممتعة كورشة العجين والصباغة وتلوين رسومات لكائنات بحرية، بالإضافة إلى توزيع كتيبات قيمة عن الحياة البحرية وأهمية المحيطات.
وتهدف هذه المبادرة الطموحة بشكل أساسي إلى توعية النشء بخطورة التلوث غير المرئي، حتى في حجمه المجهري، وخلق مجتمع تعلمي واعٍ بأهمية المحيط. كما سعت إلى تطوير ممارسات بيئية مستدامة وقابلة للتطبيق داخل الوسط المدرسي، وتشجيع وعي بيئي نشط ومنظم.
ومن بين الأهداف الرئيسية التي سعت المبادرة لتحقيقها، تمكين التلميذات والتلاميذ من فهم الدور الحيوي للمحيط في التوازن البيئي لكوكب الأرض، والتعرف على الأضرار الناجمة عن الأنشطة البشرية على صحة المحيطات، واكتشاف حلول ملموسة ومتاحة للمساهمة في حمايتها.
وتُعد هذه الخطوة الهامة تأكيداً على دور الشراكات بين المؤسسات التعليمية والجهات الفاعلة في المجتمع المدني لترسيخ ثقافة المسؤولية البيئية لدى الأجيال الصاعدة.