تتجه الأوضاع في الشرق الأوسط نحو مزيد من التصعيد، بعد رشقة صاروخية جديدة أطلقتها إيران باتجاه العمق الإسرائيلي، هي الثامنة منذ فجر الثلاثاء 18 يونيو 2025، وسط عجز منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي عن صدّ كامل الصواريخ، وتحذيرات إسرائيلية من “مفاجآت كبرى” مرتقبة نهاية هذا الأسبوع.
وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، أن صفارات الإنذار دوّت في عدة مناطق، بما في ذلك تل أبيب الكبرى، حيفا والقدس، عقب إطلاق أكثر من 20 صاروخًا من الأراضي الإيرانية، مشيرًا إلى أن سلاح الجو “ينفّذ عمليات هجومية واعتراضية في الوقت الفعلي لإزالة التهديدات”.
وسائل الإعلام العبرية، من جهتها، تحدثت عن تقارير أولية تفيد بسقوط صواريخ في القدس ومنطقة الشارون، قرب العاصمة الاقتصادية تل أبيب، بينما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن عدداً من الصواريخ نجح في اختراق الدفاعات الإسرائيلية دون تحديد حجم الخسائر أو مواقع السقوط بدقة.
في سياق متصل، أثار تصريح السفير الإسرائيلي في واشنطن جدلاً واسعاً، بعد أن قال: “لدينا مفاجآت كبيرة يومي الخميس والجمعة القادمين، مفاجآت تجعل عملية البيجر تبدو لا شيء أمامها”، في إشارة إلى العملية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت إيرانية في السابق، ما يوحي باستعداد تل أبيب لرد عسكري واسع النطاق.
على الجانب الإيراني، شدد أحمد الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني، في تصريح لصحيفة “نيويورك تايمز”، على أن “دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذه الحرب سيكون الخطأ الأكبر”، مؤكداً أن “إيران لن تترك هذه الأرض حتى لو اضطرت إلى التضحية بكل ذرة من دمائها.”
ويأتي هذا التصعيد في ظل تدهور سريع في العلاقات بين طهران وتل أبيب، وتوتر إقليمي آخذ في الاتساع، وسط غموض يكتنف الموقف الأمريكي، بعد ورود تقارير عن ضغوط داخلية تطالب الرئيس ترامب بعدم الانخراط في مواجهة مباشرة، تجنبًا لتوسيع رقعة النزاع في المنطقة.
ويُتوقع أن تحمل الأيام المقبلة مزيدًا من المفاجآت والتطورات، خاصة في ظل تحذيرات إسرائيلية صريحة، وتصريحات إيرانية تُنذر بمقاومة طويلة النفس، ما يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية واسعة النطاق قد تطال ساحات متعددة من الشرق الأوسط.