في أجواء روحانية استثنائية، وعلى إيقاعات “القراقب” و”السماع الكناوي”، عبّر مراد المرجان، زوج الفنانة الشعبية أميمة باعزية، عن اعتزازه الكبير بمشاركتها في مهرجان كناوة بمدينة الصويرة، مشدداً على أن ارتباطه بها يتجاوز البعد الشخصي نحو شراكة فنية وإنسانية عميقة.
وفي تصريح خاص على هامش فعاليات المهرجان، قال المرجان أميمة تعني حياتي. باستثناء أطفالي وأختي وعائلتي الصغيرة، فهي الإنسانة التي منحت لحياتي معنى، كنت دائمًا أعدها بالكثير، واليوم أقول الحمد لله على كل ما تحقق لها ولي، وفق ما كتبه الله لنا”.
وأشار إلى أن دعم المرأة ليس مجرد كلمات، بل مسؤولية تتجلى في التحفيز والوقوف إلى جانبها في مسيرتها.
وأضاف: “أميمة كانت فنانة كناوية قبل زواجنا، وأنا فقط حفّزتها أكثر على مواصلة الطريق. الله يخليها ليا. هذا الفن يستحق أن يُعاش ويُقدَّر، وأميمة من الفنانات القليلات اللواتي يعرفن عمق هذا اللون الروحي”.
وعن رمزية الموسيقى الكناوية، أوضح المرجان أنها ليست فقط طقسًا احتفاليًا أو تراثًا فولكلوريًا كما يراها البعض، بل تجربة شعورية وروحية متكاملة. وتابع: “يقولون إن الموسيقى الكناوية تغيّر الإنسان من الداخل.
فهناك من يسمعها ولا يفهمها، وهناك من يحس بها، يقرأ عليها، ويتفاعل معها وجدانياً. هي موسيقى لا تُفهم بالعقل فقط، بل تُعاش بالإحساس. من لم يختبرها لن يدرك مدى عمقها”.
وتوجّه المرجان بالشكر إلى الملك محمد السادس على رعايته للمهرجان، كما عبّر عن امتنانه للمنظمين، قائلاً: “نشكر جلالة الملك ومنظمي مهرجان كناوة بالصويرة على هذه الفرصة الثمينة. فهذا المهرجان ليس فقط منصة موسيقية، بل مساحة للتلاقي الروحي والثقافي بين الأجيال وبين المغرب والعالم”.
يُذكر أن مدينة الصويرة تحتضن هذه الأيام الدورة الجديدة من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، وسط حضور جماهيري وازن ومشاركة فنانين من المغرب وخارجه.
وقد شهدت المنصة الرئيسية لحظات فنية قوية، كان من أبرزها الأداء المشترك الذي جمع أميمة باعزية بعدد من المعلمين الكناويين، في مزج بين التراث الشعبي والمقامات الروحية التي تميّز هذا اللون الموسيقي الفريد.
ويعد المهرجان مناسبة سنوية للاحتفاء بإرث كناوة، باعتباره مكونًا من مكونات الهوية الثقافية المغربية متعددة الروافد، كما يتيح للجيل الجديد فرصة التعرّف على أبعاد هذا الفن الذي يتقاطع فيه الإبداع مع الطقوس والتاريخ والمعنى.