أسدل الستار على فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان “Fوstluzine” الذي نظمته مؤسسة ثريا وعبد العزيز التازي في الفترة الممتدة من 13 إلى 15 يونيو، ليؤكد مرة أخرى مكانته كحدث ثقافي فريد ومحوري في العاصمة الاقتصادية.
هذه الدورة، التي قادها شباب فضاء “لوزين” وتجذرت في أحياء المحمدي وعين السبع والبرنوصي والصخور السوداء، نجحت في خلق توليفة متناغمة بين الاحتفال، والإبداع الفني، والالتزام البيئي، والمشاركة المواطنة.
وتحت شعار “الفن والبيئة”، استقطب المهرجان جمهوراً غفيراً ومتنوعاً، أظهر شغفه بالمشاريع الفنية التي تم تطويرها على مدار العام بروح من التشارك والإبداع الجماعي. وتشهد الأرقام على هذا النجاح، حيث استقطبت المعارض الفنية الثلاثة ما يقارب 300 زائر يومياً، وسجلت ورشات العمل متوسط مشاركة بلغ 30 شخصاً لكل ورشة، بينما حضر الحفلات الموسيقية ليومي الجمعة والسبت حوالي 1000 متفرج، مما يعكس قدرة المهرجان على تحقيق توازن مثالي بين الجودة الفنية، وسهولة الوصول، والأجواء الودية.
وعلى مدار عطلة نهاية الأسبوع، عاش زوار المهرجان تجربة ثقافية متكاملة. فقد أتيحت لهم فرصة استكشاف معارض التصوير الفوتوغرافي والجرافيتي، والتعمق في ثراء مشروع “Muchtale” عبر ورشات عمل مخصصة للزراعة المستدامة وإعادة التدوير.
كما تابع الجمهور عرضاً مسرحياً ملتزماً تناول إشكالية الماء، وتفاعل بحماس مع الإيقاعات الموسيقية الحية لكل من الفنانة خديجة الوزازية وبنات الهوارايات، وأحمد سلطان، وباديل، وولاد كناوة.
وكان ختام المهرجان يوم الأحد مسكاً مع فعالية “جام فيست لوزين” (Jam Fest l’uZine)، التي جمعت أكثر من 250 شخصاً من موسيقيين شباب وفنانين ضيوف وجمهور في أمسية دافئة وسخية، سادتها روح الارتجال الجماعي والمزج الموسيقي الذي وحد بين الأجيال.
ولم يقتصر المهرجان على العروض الفنية، بل شكل منصة حقيقية لتعزيز الوعي البيئي والمجتمعي. حيث منح “سوق لخضر”، الذي أقيم في قلب الفضاء، فرصة للجمعيات والتعاونيات والحرفيين الملتزمين بالممارسات المستدامة والتضامنية لعرض منتجاتهم والتواصل مع الجمهور.
كما شكلت وجبة “الإيكو برانش” تحت عنوان “من الشرويط إلى بوشرويط”، التي نُظمت بشراكة مع تعاونية “Thysia”، نقطة حوار مهمة حول الاقتصاد الدائري، والحرف اليدوية، والمسؤولية المواطنة. وأضافت الفنانة صفية قعقוע، وهي خريجة برامج “لوزين” التكوينية، لمسة تراثية حسية من خلال ورشتي عمل أعادت ربط المشاركين بالطقوس الأصيلة المرتبطة بالصلصال والقطران والخزامى.
وبإشراك أكثر من 120 شاباً في التحضير والتنشيط، وبناء شراكات قوية مع الجمعيات المحلية والتعاونيات القروية والمؤسسات الجامعية، واستقطاب جمهور وفيّ ومتحمس، يثبت مهرجان “ف وست لوزين” نجاعة النموذج الذي تتبناه مؤسسة ثريا وعبد العزيز التازي: ثقافة حية، متجذرة في محيطها، وتعمل كرافعة للتكوين، والإدماج، والتغيير الاجتماعي.
وتتقدم المؤسسة بخالص شكرها لجميع الفنانين والشركاء والمتطوعين والسكان والزوار الذين ساهموا في جعل هذه الدورة الثالثة نجاحاً جماعياً بامتياز، نجاحاً يرسم ملامح الدورة القادمة بنفس الشغف لنقل المعرفة والإلهام ونسج الروابط.