استعادت مدينة آسفي بريق الأمل في عيون عشرات المرضى، بعد أن نجحت قافلة طبية متخصصة في أمراض العيون في إجراء 70 عملية جراحية دقيقة ومجانية لإزالة المياه البيضاء (الجلالة)، وذلك ضمن مبادرة إنسانية واسعة استفاد منها 160 شخصا يومي 20 و21 يونيو الجاري بمستشفى عائشة.
ونُظمت هذه القافلة، التي تأتي في نسختها الرابعة، بمبادرة من المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بآسفي، وبشراكة فاعلة مع الجمعية المغربية للتضامن، وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وهدفت إلى تقريب الخدمات الصحية من المواطنين، والكشف المبكر عن أمراض العيون، وتقديم العلاج اللازم للمرضى المسجلين في المراكز الصحية بالإقليم، بمن فيهم نزلاء المؤسسات السجنية.
ولتأمين نجاح هذه المهمة الطبية، تم حشد طاقم متكامل ومحترف ضم حوالي 10 أطباء متخصصين في طب وجراحة العيون، وأكثر من 30 إطارا تمريضيا وتقنيا، بالإضافة إلى فريق متخصص في التخدير والإنعاش. كما تم تعزيز القافلة بوحدتين طبيتين متنقلتين مجهزتين بأحدث التقنيات الجراحية، مما ضمن تقديم خدمات عالية الجودة.
وفي تصريح له، أوضح المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عزيز مخلوف، أن هذه المبادرة تندرج في إطار الجهود الرامية إلى “تجويد وتحسين الخدمات الصحية وتقريبها من الساكنة”، مشيرا إلى أن جميع المستفيدين خضعوا لفحوصات دقيقة شملت قياس النظر وتشخيص الحالات التي تتطلب تدخلا جراحيا.
من جانبه، أكد بنعيسى الهرميد، منسق الجمعية المغربية للتضامن، على “النجاح الكبير” الذي حققته القافلة بفضل تضافر جهود كافة الشركاء. وأشار إلى أن هذه المبادرات تساهم بشكل فعال في تخفيف الضغط على المستشفيات، مضيفا أن الجمعية نجحت منذ تأسيسها في إجراء ما يزيد عن 28 ألف عملية جراحية لأمراض العيون على المستوى الوطني، بفضل فرقها الطبية المتخصصة وتجهيزاتها المتطورة.
وقد خلفت هذه المبادرة الإنسانية صدى طيبا واستحسانا كبيرا لدى الساكنة المحلية، التي ثمنت الجهود المبذولة لتوفير علاجات مجانية ذات جودة عالية، والتي مكنت العديد من المرضى من استعادة نعمة البصر وتحسين جودة حياتهم.