أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الإثنين 23 يونيو 2025، عن شن غارات جوية واسعة على أهداف عسكرية في طهران ومدن إيرانية أخرى، فيما ردت إيران بإطلاق موجات صاروخية مكثفة أدت إلى دوي صفارات الإنذار في مناطق شاسعة من إسرائيل.
وفقاً لبيان صادر عن الجيش الإسرائيلي، نفذت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة من الضربات الدقيقة استهدفت ستة مطارات في غرب وشرق ووسط إيران. وأوضح البيان أن الغارات ألحقت أضراراً كبيرة بمدارج الطائرات، ومخابئ محصنة تحت الأرض، بالإضافة إلى تدمير طائرة للتزود بالوقود وطائرات مقاتلة. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن هذه العملية تهدف إلى “تعزيز الهيمنة على المجال الجوي الإيراني”، مؤكداً أن الطائرات المستهدفة كانت مخصصة للاستخدام في هجمات ضد إسرائيل.
وفي عملية منفصلة، ذكر البيان أن أكثر من 15 طائرة مقاتلة إسرائيلية استهدفت مواقع لإطلاق وتخزين صواريخ أرض-أرض في منطقة كرمانشاه غربي إيران، في محاولة لتحييد القدرات الصاروخية الإيرانية.
من جانبها، لم تتأخر إيران في الرد، حيث أطلقت على دفعات رشقات صاروخية استهدفت أولاً مناطق في شمال إسرائيل، بما في ذلك منطقة الجليل، قبل أن يتوسع نطاق القصف ليشمل وسط وجنوب البلاد. ودوت صفارات الإنذار بشكل متواصل، ما اضطر ملايين الإسرائيليين إلى الهروب إلى الملاجئ والمناطق المحصنة لمدة قاربت الخمسين دقيقة، وسط حالة من التوتر والقلق الشديدين.
وعلى صعيد الأضرار، صرح وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي، إيلي كوهين، بأن سقوط صاروخ بالقرب من منشأة استراتيجية للبنية التحتية في الجنوب تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن حوالي 8000 شخص، مؤكداً أن الفرق الفنية تعمل على إعادة التيار في أقل من ثلاث ساعات.
من جهتها، أفادت نجمة داوود الحمراء بأنه لم يتم تسجيل أي إصابات مباشرة جراء سقوط الصواريخ، إلا أنها تعاملت مع حالات لأشخاص أصيبوا بجروح طفيفة أثناء التدافع نحو الملاجئ، بالإضافة إلى عدد من حالات الهلع.
يُمثل هذا التبادل المباشر للنيران مرحلة جديدة ومقلقة في الصراع بين إسرائيل وإيران، ناقلاً المواجهة من “حرب الظل” إلى صدام مفتوح، مما يثير مخاوف جدية من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة النطاق في ظل حالة التأهب القصوى التي تسيطر على الجانبين.
