بعد كل النجاح الذي حققه مغني الراب “طوطو”، في حفله الأخير السبت الماضي، في مهرجان موازين، إلا أنه وضع القناة الثانية في مرمى الانتقادات بعد أن قامت ببث سهرته، دون الاستغناء عن بعض المصطلحات التي استعملها أثناء تقديمه لعرض، بسبب عدم توافقها مع قيم المجتمع المغربي.
وأعرب عدد من رواد مواقع عن استيائهم من عرض هذه المقاطع على القناة الثانية، المدعمة من المال العام، بالإضافة الى الدعوة الى “التطبيع مع الإساءة اللفضية”.
وأكد هؤلاء أن الحفل الذي بث الاثنين الماضي على القناة الثانية في وقت يعتبر وقت الذروة، “أهان” حرمة البيت المغربي، داعيين إلى ضرورة “فتح تحقيق” لمعرفة المعايير التي على أساس تم بثت “دوزيم” حفل طوطو.
دعا عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي “الهاكا” للتدخل العاجل لإيقاف ما وصفوه بـ”فوضى البث”، وذلك لما يشكل تهديدا لصورة الإعلام العمومي.
وعاش جمهور الرباط، من على منصة السويسي، ليلة فنية غير تقليدية مع الحفل الذي أحياه مغني الراب طه فحصي المعروف بـ”طوطو“.
ليلة بمثابة احتفال جماهيري “غير مسبوق”، ضمن فعاليات مهرجان موازين، حيث احتشد آلاف الشباب الذين “وجدوا في فنه لغة تعبيرية حية تنقل تجاربهم وهمومهم”، وتعكس رؤيتهم للواقع بأسلوب “جريء” وعصري.
يُجمع كثير من المتابعين على أن طوطو استطاع أن يفرض وجوده ليس فقط على الساحة المغربية أو العربية، بل عالميًا، عبر أسلوبه الخاص ولونه الفني المميز الذي يلقى رواجًا واسعًا لدى فئة الشباب.
الناقد الموسيقي مولاي أحمد العلوي، عضو النقابة المغربية للمهن الموسيقية وخبير له خمسون عامًا في مجال الإبداع الموسيقي والنقد الفني،وفي تصريحه لفبراير.كوم، وصف الحفل بأنه “حدث استثنائي يعكس نجاحًا غير مسبوقًا”، مؤكدا أن “طوطو يعمل بلغة فنية حديثة، ويتميز بأسلوبه الخاص الذي يحقق تواصلًا مباشرًا مع جمهوره، وأن الحفل على منصة السويسي كان ناجحًا بكل المقاييس، محققًا حضورًا جماهيريًا فاق كثيرًا من العروض السابقة”.
وبالحديث عن الحفل، لم تكن الأضواء على الأداء فقط، بل جذبت أنظار كثيرين عبارة مكتوبة على قميص طوطو خلال الحفل، وهي عبارة “صال غوت” التي تحمل دلالات ليست اعتبارية على حد تعبير متابعين، هذا القميص أشعل نقاشا واسعا في الأوساط الثقافية والاجتماعية، حيث اعتبره البعض تعبيرًا فنيًا منفتحًا على اللغات والهويات، بينما اعتبره آخرون مساسا بالذوق العام وقيم المجتمع، خصوصًا مع وجود جمهور متنوع الأعمار.
