شهدت رحاب دار الثقافة الشيخ سيدي أحمد الركيبي بالسمارة تتويج كوكبة من المتميزين الذين صنعوا الحدث خلال الموسم الدراسي الحالي، ولم يقتصر التكريم على المتفوقين دراسياً فقط، بل امتد ليشمل نماذج ملهمة في مجالات متعددة؛ حيث حظيت التلميذة حورية باشيخ بتكريم خاص إثر فوزها بالجائزة العالمية المرموقة “مداك” من وكالة الفضاء السعودية، كما تم الاحتفاء بخريجي دورة “الصحفيين الشباب من أجل المواطنة”، وتكريم ذوي الهمم الحاصلين على شهادة البكالوريا بميزات مشرفة، إلى جانب تتويج فريق مركز الفرصة الثانية – المسيرة الخضراء، الفائز بالبطولة الوطنية للرياضة المدرسية.
جاء هذا التتويج خلال حفل التميز الإقليمي السنوي الذي ترأسه عامل إقليم السمارة، إبراهيم بوتوميلات، صباح يوم الأربعاء 02 يوليوز 2025، حيث شكّل الحفل مناسبة لتوزيع الجوائز القيمة والشهادات التقديرية، وتتويج مسارات التفوق التي تعكس رهانات الإقليم على المعرفة والمواطنة الصالحة.
جرى الحفل بحضور مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون الساقية الحمراء، ووفد رفيع المستوى ضم شخصيات مدنية وعسكرية، ومنتخبين، وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية، ورؤساء المصالح الخارجية، بالإضافة إلى أسر المتفوقين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والجهوية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد العامل إبراهيم بوتوميلات أن هذا الاحتفاء السنوي يترجم العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، للرأسمال البشري، باعتباره حجر الزاوية في بناء مغرب التمكين والإنصاف. وأشاد بالحصيلة النوعية لقطاع التعليم بالإقليم، مشيراً إلى أن الارتفاع الملحوظ في مؤشرات التفوق، وتراجع حالات الغش، يعكس نضجاً متزايداً لدى المتعلمين وتكاملاً في جهود الفاعلين التربويين.
كما سلط المسؤول الترابي الضوء على الجهود المبذولة لتطوير القطاع، من توسيع وتأهيل للبنية التحتية التعليمية، وإطلاق برامج رائدة كالمدارس الرائدة. وفي هذا الإطار، استعرض مساهمات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي مولت منذ انطلاق مرحلتها الثالثة 28 مشروعاً ونشاطاً تربوياً واجتماعياً بغلاف مالي تجاوز 5.7 ملايين درهم، شملت مجالات حيوية كالتعليم الأولي والدعم المدرسي والصحة المدرسية.
وأُعلن خلال الحفل عن مبادرة ريادية جديدة، تتمثل في إطلاق برنامج رقمي مبتكر للدعم والتقوية، ممول من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبشراكة مع مؤسسة السمارة للأعمال الثقافية والتربوية والاجتماعية والرياضية، بهدف تعزيز تكافؤ الفرص بين التلاميذ.
واختُتم الحفل في أجواء من الفخر والاعتزاز، مؤكداً أن السمارة ماضية في طريقها لتكون منارة للعلم والطموح، ومساهمًا فاعلاً في بناء مغرب الكفاءة والتميز.