الرئيسية / سياسة / بنكيران للبوليساريو: كنتم مغاربة ضد النظام.. والجزائر تستعملكم الآن

بنكيران للبوليساريو: كنتم مغاربة ضد النظام.. والجزائر تستعملكم الآن

بنكيران
سياسة
فبراير.كوم 06 يوليو 2025 - 11:00
A+ / A-

وجه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، رسائل قوية ومتعددة الاتجاهات، تناول فيها ملف الصحراء، والموقف المبدئي من إيران، وانتقد بشدة الفوارق الاجتماعية الصارخة في المغرب، مؤكداً أن مهمة حزبه هي النهوض بالبلاد وتحقيق العدالة لمواطنيها.

خصص بنكيران جزءاً كبيراً من كلمته للحديث عن جبهة البوليساريو، مقدماً رواية تاريخية شخصية عن نشأتها، مشيرا إلى أن قادتها الأوائل، مثل مصطفى السيد، كانوا “مغاربة يدرسون في المغرب” وانتموا في بداياتهم إلى تيارات ماركسية مثل “إلى الأمام”، بهدف إحداث “ثورة” في البلاد.

ووفقاً لروايته، فإن هؤلاء الشباب حاولوا في البداية الحصول على دعم من مسؤولين مغاربة “لتحرير الصحراء”، لكن طلبهم قوبل بالرفض، مما دفعهم إلى اللجوء لمعمر القذافي الذي “التقطهم ثم سلمهم للجزائر”.

وانطلاقاً من هذا السرد، وجه بنكيران نداءً مباشراً لأعضاء الجبهة قائلاً: “نحن لا نعتبركم مرتزقة في الأصل، أنتم كنتم أناساً مغاربة ضد النظام”، مضيفا أن أطروحتهم لم تؤدِ إلى أي نتيجة على مدى 50 عاماً، محذراً إياهم من أن “النظام الجزائري يستعملكم لمصالحه الخاصة”.

ودعاهم بنكيران بشكل صريح للعودة إلى وطنهم، مستشهداً بمقولة الملك الراحل الحسن الثاني “إن الوطن غفور رحيم”، ومؤكداً أن المغرب لا يزال يرحب بهم. واعتبر أن مقترح الحكم الذاتي هو أقصى ما يمكن تقديمه، وحذرهم قائلاً: “إذا استمررتم في هذا الطريق، ستتلاشون وستنتهون ولن يكون لكم ذكر”.

في نقطة محورية أخرى، سعى بنكيران لتوضيح الموقف المعقد لحزبه من إيران، خاصة في ظل دعم طهران للبوليساريو.

أكد بنكيران بشكل قاطع أن الولاء للوطن يأتي أولاً، قائلاً: “نحن دائماً ضد أي شخص يقف ضد بلادنا، لتكن هذه الأمور واضحة”.

ومع ذلك، فقد وضع هذا الموقف في سياق عقيدة حزبه، موضحاً: “عندما وقفت إيران في وجه إسرائيل، كنا مضطرين لمساندتها، هذه عقيدتنا لا يمكننا تغييرها”. ولخص هذا الموقف المزدوج في معادلة حاسمة: “نحن مع بلدنا إذا وقفت إيران ضده، ومع إيران إذا وقفت هي ضد إسرائيل. انتهى الكلام”.

وبهذا، رسم بنكيران خطاً فاصلاً بين المصالح الوطنية العليا والمواقف الأيديولوجية للحزب تجاه قضايا الأمة.

لم يغفل بنكيران الشأن الداخلي، بل وجه انتقادات حادة للوضع الاجتماعي في المغرب. وأكد أن الهدف من وجود حزب سياسي هو “أن تتقدم البلاد وتنهض”، مشيراً إلى أن المغاربة لم يعودوا يقبلون بالواقع الحالي بعد رؤيتهم للتقدم في دول مثل تركيا وماليزيا وأوروبا.

واستخدم بنكيران صوراً بلاغية قوية لوصف الفجوة الاجتماعية، قائلاً: “هناك من يعيش فوق الأمريكان، وهناك من يعيش مثل الأوروبيين، وهناك من لا يزال يعيش في حقبة ما قبل التاريخ”. وأكد أنه شاهد بنفسه أناساً في بعض المناطق يعيشون كما عاش أجدادهم قبل آلاف السنين.

وطالب بنكيران بضرورة تحقيق “تنمية منسجمة”، معتبراً أنه حتى لو لم يصبح الجميع أغنياء، فإن المبدأ الأساسي يجب أن يكون: “إذا كان الغني فينا يملك كل شيء، فالفقير يجب أن يملك ما يضمن كرامته”.

بهذا الخطاب، يعيد عبد الإله بنكيران رسم ملامح مواقف حزبه تجاه قضايا استراتيجية، جامعاً بين الحس الوطني البراغماتي، والتمسك بالمبادئ العقائدية، والدفاع عن العدالة الاجتماعية كركيزة أساسية لمشروعه السياسي.

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة