في ظل تزايد حالات الغرق التي شهدها شاطئ أكادير مؤخراً، دق الغطاس المنقذ، عثمان آبلاغ، ناقوس الخطر، كاشفاً عن سبب جيولوجي مستجد حوّل أجزاء من الشاطئ الهادئ إلى مناطق خطرة بشكل غير متوقع. ودعا آبلاغ، في تصريح إعلامي، المصطافين إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والالتزام الصارم بتعليمات رجال الوقاية المدنية.
أوضح آبلاغ أن التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها المنطقة أدت إلى جريان خمسة وديان تصب مباشرة في مياه شاطئ أكادير. هذا التدفق القوي للمياه قام بحفر “أخاديد” أو خنادق عميقة في قاع البحر، لا يمكن رؤيتها من السطح.
وقال في هذا الصدد: “يظهر البحر مستوياً من السطح، ولكن في قاعه هناك أخاديد حفرتها هذه الوديان. يسبح الشخص في عمق معتاد حتى يفاجأ بسقوطه في إحدى هذه الحفر، مما يغير مستوى العمق بشكل مفاجئ ويسبب له حالة من الهلع قد تؤدي إلى غرقه”.
وأشار إلى أن هذا التغير في تضاريس قاع البحر هو السبب الرئيسي وراء الحوادث الأخيرة، خاصة في المناطق المقابلة لمصابّ الوديان، ونصح بتجنب السباحة فيها بشكل قاطع.
لم يغفل آبلاغ عن تحميل جزء من المسؤولية لبعض المصطافين الذين يتجاهلون التعليمات والإرشادات. وأكد أن فرق الوقاية المدنية منتشرة على طول الشاطئ، ولكن “هناك مجموعة من المواطنين، للأسف، لا يحترمون تعليمات مرشدي السباحة”.
وشدد على ضرورة احترام الأعلام التي تحدد حالة البحر وإمكانية السباحة، والالتزام الفوري بتوجيهات المنقذين، قائلاً: “عندما يطلق المنقذ صافرته، فهو يفعل ذلك لحمايتك وحماية جميع المصطافين”.
وبنبرة مؤثرة، وجه آبلاغ رسالة إلى من وصفهم بـ”المتهورين”، مذكراً بأن “تهوراً بسيطاً قد يخلّف وراءك عائلة ستتكبد حزناً كبيراً”. وأكد أن جمعيته تدخلت في العديد من حالات الغرق المأساوية سواء في الشاطئ أو في الوديان المجاورة.
وفي ختام حديثه، وجه آبلاغ نداءً بيئياً، حث فيه المصطافين على التحلي بالمسؤولية تجاه نظافة الشاطئ. ودعا إلى تجنب جلب المأكولات والمشروبات المعبأة في مواد بلاستيكية ذات الاستعمال الواحد، ورمي النفايات في أماكنها المخصصة.
واختتم قائلاً: “لنتعاون جميعاً، ونلتزم بتعليمات رجال الوقاية المدنية، ونحافظ على نظافة شاطئنا، لنضمن سلامة الجميع ومتعتهم بهذا المرفق الطبيعي”.
ويبقى هذا التحذير بمثابة دعوة عاجلة لرفع مستوى الوعي لدى المصطافين، وتذكير بأن جمال الشواطئ قد يخفي أخطاراً تتطلب يقظة دائمة واحتراماً للقواعد التي وُضعت لضمان سلامتهم.
