كان يعطي التعليمات من بعيد، قبل أن تٌفتح لافتات تتحدث باسم سوق الثلاثاء. مرافقوه من النساء محجبات، وبعضهن يضعن النقاب.
كن يرفعن شعارات كتبت أسود على أبيض :” اللهم ان هذا منكر”، وليس كما يحدث مع الوقفة التضامنية مع فتاتي انزكان، التي بح نساؤها وهن يصرخن مطالبات ببراءة فتاتي انزكان، ومنددات بمتابعتهما بتهمة الإخلال بالحياء العام..
فجأة، ذاب وسط النساء، اقتربت منه “فبراير.كوم” وسألته: هل أنت هنا للتضامن مع فتاتي انزكان، أم لإدانتهما؟ وما الذي تقصدونه باللهم إن هذا منكر؟ أين يكمن المنكر؟
وإليكم الأجوبة: قال إنه هنا وأتباعه، كممثل لتجار سوق الثلاثاء بمدينة أنزكان، لنفي التهمة المنسوبة إلى هؤلاء، بكونهم يتحملون مسؤولية حادث اعتقال فتاتين، منتصف يونيو المنصرم ومتابعتهما في حالة سراح بتهمة “الإخلال بالحياء العام”.
وقال في تصريح لـ “فبراير. كوم” أمام بناية المحكمة الإبتدائية في أكادير، التي شهدت أولى جلسات محاكمتهما أن “التجار عندهم مبادئ.. عندهم ثوابت.. عندهم قيم.. عندهم أخلاق.. بالعكس هوما عندهوم غيرة وطنية عندهم روح إيمانية. هما مرضاوش بهاد شي لي وقع..”
وحمل في نفس التصريح، الإعلام مسؤولية إلصاق تهمة ماوقع للفتاتين لتجار سوق أنزكان، حيث أضاف في هذا السياق: “ولكن كنشوفو بالإعلام بأنهم تهمو سوق الثلاثاء. هاديك الحادثة لي وقعت وقعت خارج سوق الثلاثاء..”.
ولكنه في نفس الآن، اعتبر، من وجهة نظره، أن فتاتي انزكان كانتا عاريتان، على الرغم من أنه لم يكن حسبه لحظة الحادث، وأضاف، أن انزكان عرفت كمدينة بطابعها المحافظ، ولم يكن ينقص إلا العبارة التالية لتتضح معالم صورة مظلمة:” . حنا بوليس كنقومو بالدور ديال الأمن، الدور ديال القوات المساعدة، كنقومو بالدور ديال البلدية..”
ما الذي يبقى حينما يتحول الباعة والتجار في سوق إلى لعب دور الأمن، كما نطق بلسانه؟ هذا السؤال الذي يجب على الحكومة الإجابة عنه.
