يبدوا أن آثار الوضع المناخي غير المألوف الذي يشهده العالم ستكون له انعكاسات غير مألوفة أيضا على أكثر من مستوى. في فرنسا مثلا التي تمر فيه الفلاحة من أسوأ أعوامها يعيش الفلاحون أوضاعا مقلقة للغاية.
وكشف المعهد الوطني للإحصائيات الاقتصادية في هذا الصدد عن حقائق مرة حول وضع هؤلاء تزيل اللثام عن وضع اجتماعي صعب وغير مسبوق تاريخيا في البلاد.
المعهد وفي تقرير رسمي أصدره قدم أرقاما مخيفة تقول بأنه في كل يومين ينحر فلاح فرنسي في عمليات اختيارية. الفلاحون وحدهم إذن، حسب هذا التقرير، يشكلون ما نسبته 20 %من مجموع حالات الانتحار التي تشهد فرنسا وطنيا.
الوضع الفلاحي وتردي أوضاع هذه الفئة من السكات وتراجع اهتمام الدولة بالقطاع وتفشي ظاهرة الهجرة من المناطق الزراعية إلى الحواضر، حسب التقرير، عوامل من بين أخرى أدت إلى هذا الوضع المر. فقد انخفض عدد المزارعين من 617 ألف، قبل سنوات، إلى حوالي فقط 490 ألف حياليا. وهو رقم يبين حجم الهروب من هذا القطاع الذي تدعمه الدولة بحوالي 48 في المائة، حسب إحصائيات رسميا للمجلس الوطني للتحليل الاقتصادي، لكنه يعاني صعوبات عديدة.
وقد نظم آلاف من العاملين في هذا القطاع خلال الأسابيع الماضية احتجاجات في مدن عدة رافعين شعارات تطالب الدولة بضرورة إعادة الاهتمام بهذا القطاع الحيوي على مر تاريخ البلاد. وزير الفلاحة الفرنسي، ستيفان ليفول، وفي خطوة من الحكومة لامتصاص الغضب غير المسبوق، أعلن حزمة من الإجراءات التي ستقوم بها الدولة لصالح القطاع، منها مساعدات مالية، تبلغ قيمتها 290 مليون يورو، وتخفيضات ضريبية. لكن ذلك لم يقنع النقابات التي اعتبرت الخطوات غير كافية.
