الرئيسية / أقلام الحقيقة / هذه زينب بناني .أين هو الجنرال؟

هذه زينب بناني .أين هو الجنرال؟

أقلام الحقيقة
حكيمة احاجو 05 ديسمبر 2016 - 15:36
A+ / A-

الصدفة وحدها، قادتني قبل قليل، قرب محطة القطار – الرباط المدينة، إلى الالتقاء بالسيدة الفاضلة زينب بناني .
زينب بناني أول إمرأة مغربية تترشح للإنتخابات التشريعية .
كان ذلك في عز سنوات الرصاص ،في تشريعيات1977،كانت زينب مرشحة بإسم الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ،ولم تكن الدائرة سوى سيدي قاسم ، الخصم الحقيقي لزينب لم يكن هو ممثل حزب الإدارة ،ولا الإدارة نفسها.
الخصم كان أكبر من ذلك بقليل. الخصم كان “الجنرال” نفسه.
الجنرال الذي اعتبر ترشيح الاتحاد في دائرة نفوذه القبلي والعائلي والسلطوي ،تجرءا على هيبته و مسا بجبروته.
الجنرال ترك نياشينه جانبا،و تقمص جبة الخصم السياسي الشرس في مواجهة الاتحاد و مرشحة الاتحاد .
ترك نياشينه ،لكنه لم يترك سلطه التي بلا ضفاف. من ذلك أن عبقرية الأمني الأول للمملكة آنذاك ستجعله يقدم على “جرم”غير مسبوق في يوميات الإنتخابات في كل العالم : الجنرال فتح سجون الإقليم في وجه معتقلي الحق العام الذين لم تكتمل بعد عقوبتهم الحبسية ،خاصة من “المشهود” لهم بتاريخ “غني “من السوابق الثقيلة ، وكلفهم بمهمة وحيدة:
مطاردة المرشحة الاتحادية وأنصار حملتها الإنتخابية.
في التفاصيل، كان بعض هؤلاء الشباب يتسلل خلسة إلى بيت زينب ليلا ، ليخبروها بأنهم بالرغم من “فضل”الجنرال عليهم ، يعرفون حقيقة “اللعبة”وأنهم يقدرون طينتها و يحترمون حزبها ،و يلتزمون بعدم مسها بأي سوء.
ذروة المشهد الإنتخابي، حيث العصابات المنظمة من خريجي السجون تطارد الاتحاديين ،في الشارع العام مدججة بالسيوف والسواطير ،ستتكثف في يوم مشهود من آيام سيدي قاسم ،يوم التجمع الخطابي للاتحاد ،الذي سيأتي لتأطيره الأستاذ محمد اليازغي ،مرفوقا بالسيدة نجاة بوزيد، زوجة الراحل عبدالرحيم بوعبيد -في واحد من الأنشطة القليلة التي ستحضرها – دعما لترشيح السيدة زينب.
أجيال من سكان سيدي قاسم ستذكر طويلا ذلك التجمع : المرأة التي تحدت الجنرال ، الكلمات القوية للسي محمد اليازغي، الروح التي سرت في المدينة في يوم مشهود.
محمد الساسي ،وحده لا يذكر ذلك اليوم ،أو للتدقيق ،لايذكر منه إلا جزءا صغيرا : وهو يحاول ببنيته الجسمانية المتواضعة،ثني كتيبة أرسلها الجنرال لإفشال التجمع.
الباقي لايذكره الكاتب العام السابق الشبيبة الاتحادية ،لان “الكتيبة” أرسلته مباشرة لمستشفى القنيطرة في غيبوبة لمدة يومين .
زينب،التي تحدت الجلاد في مدينته المحضية،ستؤدي المزيد من ضرائب سنوات الرصاص ،على مستوى أسرتها الصغيرة ،بعد اعتقال إبنها منصف في بداية الثمانينات وتعرضه لضروب من أنواع التعذيب والتنكيل.
زينب المرأة الاتحادية الصامدة ،ستحضى بتكريم من طرف الكتابة الإقليمية للقنيطرة ،خلال التسعينات، حينها سيكتب الصديق الشاعر حسن نجمي نصا جميلا عن مسيرتها ،إختار له كعنوان : (هذه زينب،أين الجنرال؟ ).
قلت لزينب، أنني كنت مدعوا إلى القنيطرة ،مساء الجمعة الماضية ،وأنه على هامش اللقاء حول كتاب ذة.رقية المصدق ،و كما يحدث عادة عندما يلتقي اتحاديوا الزمن الجميل ،فلا يجدون على طاولة العشاء بدا من وجبة الحنين ، هناك في المنطقة الدافئة بين الحسرة و التاريخ ،فإن إسمها تكرر كثيرا ،في تمرين استدعاء الذاكرة تلك الليلة،رفقة الساسي و بنصفية و ثلة من المناضلين.
كدت أعتذر لزينب عن “المسخ” الذي أوصلنا إليه الفكرة التي جعلتها تواجهه ،ذات “اتحاد “بحزم و شجاعة جنرالا من الزمن الصعب،لكنني لم أجد الكلمات المناسبة!
وفي زحمة الذكريات نسيت ان أقول لها :شكرا،شكرا على كل شيء.

زينب ،اليوم ،كم تحتاج من إعتراف و امتنان !

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة