الرئيسية / نبض المجتمع / فبراير في بيت دلال..قاهرة السرطان وصاحبة الإبتسامة الخالدة

فبراير في بيت دلال..قاهرة السرطان وصاحبة الإبتسامة الخالدة

دلال رشيد
نبض المجتمع
سكينة الصادقي 13 يناير 2017 - 13:00
A+ / A-

“هازمة السرطان بابتسامة خالدة، بهذه العبارات يختم كل متحدث عن “دلال” التي تابع حكايتها مع المرض مئات المغاربة، وتداوى على ابتسامتها عشرات المرضى واليائسين.

دلال “أيقونة التحدي”، تركت ورائها ملامح حزينة، وقلوبا تنفطر في كل مرة يذكر إسمها.

فريق فبراير.كوم، عاش دقائقا وسط بيت حزين لموت دلال، وسعيد بذكراها وحب الناس لها، فأول ما لفت انتباهنا عند دخول منزل المرحومة، المكلل بورود وصور الفتاة، نظرات المعزين من الأصدقاء والأقارب، التي ترقب صورها ولسان حالهم يقول “ليت دلال تعود”.

أما والد دلال، فعشنا معه ألما متعاقبا، لم تهدأ تشنجات روحه المتألمة لدقيقة، ولم يتمكن من الحديث عن ابنته الوحيدة دون أن يتمكن منه الأسى.

عندما كنا نتابع علاجها، يقول أب دلال، كنا نخشى تخوفها من مراحله الصعبة، خاصة عندما يتعلق الأمر بإجراء عملية، فتفاجئنا بابتسامتها، وإقدامها على العلاج بكل طمأنينة، بل كانت تواسي من جاء لمواساتها.

وعندما نظرنا لصور دلال، وهي بدون شعر، قال والدها، دلال لم تجد حرجا أبدا في أن تزيل شعر رأسها، وكانت تخرج برأسها الذي دفن الكيماوي آخر خصلة شعر به، لقب المجتمع، “فتأتي وتخبرني ليس بحرجها، لكن بنظرات المجتمع التي تشبه نظرته للشخص المعاق، أو شخص لا يشبه الناس، شخص مختلف”.

أما السيدة خديجة، والدة دلال، فحدثتنا وابتسامة الشوق تأثث وجهها، عن شخصة دلال القوية، والتي كانت تهوى الصعاب، وإصرارها الذي اجتازت به اختبارات الدراسة، وهي طالبة “الأخوين” المتفوقة، “لولا أن المرض باغثها لكانت الآن في الضفة الأخرى حيث تم اختيارها ضمن بعثة لـ “التبادل الثقافي”، ولكانت تواصل مشوارها كناشطة حقوقية مناصرة لقضايا الشباب.

واسترسلت أم دلال في حوارنا معها، في ذكر أنشطة ابنتها، وكيف كان يتم استدعائها لمحاضرات بالجامعة حيث كانت تدرس، وكيف كانت تخبرهم أن السرطان جزء من حياتها وليس كل حياتها، “كانت مصرة أن تقهر المرض، فواصلت حياتها الإجتماعية بشكل طبيعي، وكانت تقوم بأعمال خيرية، حتى آخر نفس في عمرها، ولم تمل”.

استطاعت دلال أن تجعل ابتسامتها معدية، عبر صفحتها بفايسبوك “Fight to smille”، التي نالت إعجاب متتبعيها ممن كاد أن يتمكن الإحباط منهم، فكانت مصدر إلهام وطاقة إيجابية لهم.

وقبل خروجنا من بيت دلال، وقفت كاميرا فبرايرعلى دموع خديجة الرياضي، الناشطة الحقوقية، ورئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، سابقا، فوصفت لنا من كانت تعتبرها ابنة لها “كانت فتاة استثنائية، ذكية ومبتسمة، قوية”.

أغلقنا باب منزل دلال، من ورائنا، لشق طريق العودة، تاركين أسئلة مفتوحة على المجتمع، وعلى مرضى السرطان، وعلى الحياة القصيرة…علنا نعود مرة أخرى لباب قصة طموح وتحد أخرى نستلهم منها معنى “الحياة” بدل “العيش”.

دلال
والدة دلال قاهرة السرطان بابتسامة

دلالالابتسامة التي واجهت بها دلال السرطان

ودلال

والد دلال قاهرة السرطان بابتسامة

دلال

والدي قاهرة دلال

دلال
الحسرة في بيت دلال

السمات ذات صلة

مواقيت الصلاة

الفجر الشروق الظهر
العصر المغرب العشاء

حصاد فبراير

أحوال الطقس

رطوبة :-
ريح :-
-°
18°
20°
الأيام القادمة
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة