يخجل المداد أحيانا من كتابة قصص وحكايات مأساوية يراها الواحد منا فقط في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، وبالكاد يستصيغها، فما بالك إذا كانت تلك القصص كارثة واقعية ومن صنع الإنسان.
يقولون عن نفسهم “إنسان”:
لم يستفق المغاربة بعد من فاجعة مقتل أحد المصورين الصحفيين التي قام «فبراير.كوم» بتغطية كواليسها وأحداثها بالتفاصيل، حتى التقطت كاميرا «فبراير» أزمة إنسانية أخرى بمدينة سلا، والضحية هذه المرة صغيرة تنتمي لعالم ملائكة الرحمان.
هبة طفلة لم تتجاوز ربيعها السادس، طالتها أنامل الإعتداء على براءتها وهي التي لم تفقه بعد معنى الاغتصاب وهتك العرض، “معلمتي تبعاتني للمرحاض وباستني ففمي ودارتلي صبعا اللور”، بهاته الكلمات المخجلة وبجمل متقاطعة حاولت هبة أن تحكي لنا ما قامت به معلمتها، برسمها لأبشع صورة للاعتداء
وقالت هبة في حديثنا معها بمنزل أسرتها، أن معلمتها “حنان” اعتدت على ثلاث تلميذات أخريات، بنفس الطريقة، وبعدما سألناها لماذا لم تخبر والدتها بالأمر منذ مدة أجابت “كنخاف من معلمتي”.
أم تذرف الدموع دما
“الواحد يقيسك فأي حاجة إلا ولادك”..هكذا عبرت لنا خديجة أم هبة عن أسفها بعدما اكتشفت يوم الإثنين 17 أبريل ما حصل لابنتها بعد أن رأتها تتألم في كل مرة تريد أن تدخل إلى الحمام “ما كانتش كتقدر تدخل للحمام، ولقيتها طايبة وديتها للطبيب لقا وضعيتها كارثية”، تقول السيدة.
وأكدت خديجة أنها توجهت بابنتها لمصالح الأمن من أجل تقديم شكاية، وكانت هبة حينها تؤكد لرجال الأمن ما حدث لها دون تردد، لكن في اليوم الذي تواجهت مع معلمتها أمام الضابطة القضائية لم تستطع أن تنطق بكلمة واحدة، “المعلمة خرجات فيها عينيها” تضيف والدتها.
أم هبة التي تهاتف في كل يوم هيئات المجتمع المدني من أجل المؤازرة، وتنتقل لوحدها بين الدائرة الأمنية والمؤسسة حيث تدرس ابنتها، تصرخ بعبارة واحدة فقط “بغيت حق بنتي وما غنسكوتش حتى تحقق العدالة”.
هذا وسيوافيكم «فبراير.كوم» بتقرير مصور يحكي عن هبة وألمها وعن محنة والدتها.