وجه القيادي بجماعة العدل والإحسان، حسن بناجح، انتقادات لاذعة إلى وزير حقوق الإنسان في حكومة سعد الدين العثماني، مصطفى الرميد، على خلفية اعترافه بالتعسف الذي مورس على أعضاء شبيبة البيجيدي الخمسة المتابعين في حالة اعتقال بتهم تتعلق بالإشادة باغتيال السفير الروسي بالعاصمة الروسية أنقرة.
وأوضح بناجح في تدوينة على “فيسوك” أن من بين دلالات اعتراف الرميد المذكور هو أن “الواقعة أحسن مثال على أن منتهى خيار إصلاح الفساد من داخله هو انصلاح المصلح حتى يصبح جزءا من بنية الفساد وأداة من أدواته”، مشيرا في السياق ذاته أن “الزلل في حق حرية مواطن هو اعتداء على الوطن لا يكفي معه الاعتراف. وحتى لا يكون العذر أقبح الزلة فلا أقل من الاعتذار الصريح والاستقالة. لكن هيهات هيهات، فإن من شروط الإذعان في عقد الولوج إلى الخدمة إسقاط حق اختيار طريقة الخروج، لا بل إسقاط مجرد التفكير في الخروج من الحساب”.
وتتمثل الدلالة الأخرى، بحسب بناجح، فيما جاء على لسان الرميد بخصوص مناضلي شبيبة البيجيدي المتابعين بقانون الإرهاب في أن “الدخول إلى مربع المخزن على شرطه لا بأس فيه من أن ترفع عند الدخول الشعار البراق “الكراسي لا تهمنا”، ثم لك خيار أن تشذبه في منتصف الطريق إلى شعار “لا للكرسي الفارغ”، لكن لا خيار لك في النهاية لزوما ووجوبا وحتما عن أن تندحر إلى التشبث بمجرد رجل من الكرسي وتعد ذلك إنجازا وأي إنجاز”، قبل أن يضيف بالحرف: “إذا انعدمت الإرادة والقدرة على إصلاح خطإ شنيع ارتكبته في حق أفراد من التحت سلبتهم حريتهم، فأنى لك إصلاح ما أفسده الفوق، ناهيك عن إصلاح منظومة فاسدة، بله تحقيق العدل؟!!!”.
واعتبر قيادي جماعة الشيخ الراحل عبد السلام ياسين أن هذه الدلالات “أكبر من أن تعني وزيرا فردا، إنها تلخص وظيفة الحكومة، أي حكومة، في بنية الاستبداد والفساد حيث الحكومة لا تحكم”، وفق تعبيره.
