لا بد وأنكم تعرفون مؤسس البوليساريو الولي مصطفى السيد، وتعرفون أنه درس في جامعات المغرب، وخاصة بكلية الرباط وربط فيها علاقات زمالة وصداقة وسياسة أيضا، لكن هل تتذكرون الوثيقة السياسية الهامة التي صاغها بخط اليد، يعترف فيها بمغربية الصحراء؟
كتب الولي الوثيقة وسلمها لفرع الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في الجزائر في سنة 1973، يبسط فيها رؤيته لتاريخ الصحراء وجغرافيته والحل السياسي لقضية الاستعمار الإسباني، كما كشف فيها بالأرقام الدقيقة عن حجم الثروات التي توجد في باطن الصحراء المغربية.
يقول الولي في الوثيقة: «إن باطن الأرض في الصحراء يحتوي على إمكانيات معدنية هائلة من فوسفاط وبترول وحديد وأورانيوم»، ثم أضاف: ” إن الصحراء كويت إفريقيا”.
وكتب الولي يؤكد على مغربية الصحراء قائلا في الوثيقة التي نشرت في مجلة «الاختيار الثوري» التابعة للتنظيم الذي كان يقوده الراحل الفقيه البصري “إن تعاقب الدول والتنازع على السلطات وتناحر القبائل أدى إلى ازدياد الهجرة لهذه المنطقة المحايدة الآمنة واللجوء إليها من كل مغلوب، بل وفي كثير من الأحيان الاعتصام بها من طرف الثائرين الذين يحضرون للانقضاض على أعدائهم، ونتيجة لهذه الهجرة المتعاقبة صوب الصحراء والمعاكسة أحيانا منها إلى المغرب، فقد كانت المنطقة مرتبطة ارتباطا وثيقا في غالب الأحيان بالسلطة القائمة في المغرب، وكثيرا ما كانت تمارس سلطات مركزية من قبل هذه الحكومات على سكان المنطقة، خصوصا في حالات الحروب، فكانت كثير منها تجند سكان المنطقة لنصرتها”، ثم أضاف العبارة الأكثر تأثيرا: “يمكن القول إن المنطقة كانت إقليما مغربيا كسائر الأقاليم المغربية الأخرى”.
